بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 حزيران 2018 12:26ص هل انقذت العناية الإلهية لبنان من كارثة كاد يسببها مجانين؟

حجم الخط
تمنينا منذ يومين وعبر عجالتنا هذه تحديداً، ان لا يمنى المونديال الجارية منافسات نسخته الحالية في روسيا، بمصيبة كبرى تتمثل بخروج واحد من منتخبين او كليهما، وهما المانيا والبرازيل، نظراً لما سيرتد سلباً على الشكل الفني والمعنوي على البطولة، كما ان همنا كان ان لا تصاب شريحة كبيرة من مشجعي المونديال اللبنانيين بالخيبة والحسرة، كون معظمهم اما مشجعين للبرازيل او متعصبين لالمانيا.
ولا نخفي سراً، بأن هناك من سألنا عن مغزى استعمالنا لتوصيف متعصبين، وليس كلمة سواها كمناصرين او محبين او مؤيدين، الى ما هنالك من عبارات، والجواب كان موجوداً في اسطر تلك العجالة، بان ما جرى عقب لقاء المانيا والسويد كان ينذر بشر مستطير، وهو لا ينفصل عما عشناه بمونديالات سابقة، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يتسلح بعض المشجعين (مع تشديد على كلمة البعض)، بهذا التعصب لاحد المنتخبات، فمطلق فريق هو لا شك كسواه من المنتخبات المشاركة، مجرد فريق كروي يمكن ان ننحاز لأدائه الجيد والجميل، ودائماً تحت سقف الروح الرياضية، اما ان نتعصب له الى حد الخروج عن أطوارنا وصولاً الى ارتكاب جريمة بشعة ومقززة، فهنا الطامة الكبرى.
فما جرى ليل الأربعاء بالتزامن مع توديع منتخب المانيا للمونديال واستمرار البرازيليين بمنافساته مقدمين أنفسهم كمرشحين أساسيين لإحراز لقبه، كان وسط مظاهر اعتيادية، ولا تخرج عن إطار التشجيع الذي يبقى مقبولاً نسبياً رغم المبالغة فيه ببعض الأماكن، فانكفأ أنصار المانشافت يجرون اذيال الخيبة المرة وانتشر مشجعو السامبا بهدف التشفي للحظة طال انتظارها اربع سنوات، وتعود ذيولها لنكبة الـ7-1 بالبرازيل، لكن ان يصل الامر بالبعض لحد القتل، فهذا ما يجعلنا نلعن الساعة التي تعرّف فيها اللبنانيون الى كرة القدم، خاصة متى اهتم بها مشجعون من هذا الصنف الذين لا يمتون للانسانية بصلة.
ولا شك ان اللبنانيين، سيشكرون العناية الإلهية التي تدخلت لتنقذهم من استمرار الفريقين سوياً بهذا المونديال، ولكم ان تتصوروا كيف كان المشهد سيكون مساء الاثنين المقبل، لو بقيت المانيا والتقت بالبرازيل، فهل كنا على ابواب حرب أهلية بأقنعة كروية، من هنا نحمد المولى الذي لطف باللبنانيين وجنب الوطن مباراة ينظر اليها كل العالم كمجرد مواجهة كروية، بينما يراها البعض عنا، فرصة لتنفيس احقاد دفينة، لا ندري ما علاقتنا بها، طالما ان المنتخبين لا يمتان إلينا بصلة، لا قومياً ولا عرقياً، ولا اَي شيء مما يشبه ذلك.