بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تموز 2018 12:04ص وداعاً روسيا ومونديالها المشوِّق المنتصِر لروح كرة القدم!

حجم الخط
بعد شهر وبضع ساعات من الشغف والتشويق، سلمت روسيا كرة المونديال الى نظيرها القطري، الذي سيحتضن النهائيات بعد نحو 4 سنوات وأربعة أشهر، حيث يترقب العالم ان كانت الفرق الكبيرة والعريقة كروياً ستنتفض لذاتها، وتعيد الامور الى نصابها بعدما أذلتها الاراضي الروسية، وخنقت جماهيرها تباعاً، حيث لم يكد أنصار منتخب ما يتشفون من المنافس، حتى يأتي الدور عليهم، وهكذا ودّع كأس العالم منتخباً مرشحاً تلو الاخر، حتى استقرت الكأس الذهبية بين يدي فرنسا للمرة الثانية بتاريخها على حساب منتخب كرواتي نال منه الارهاق قسطاً، بعدما كان يحلم بمعانقة اللقب للمرة الاولى.
والمونديال الروسي الذي وصفه رئيس الفيفا جياني انفانتينو بانه الافضل تاريخياً (وهو محق بذلك لنجاح الدب الروسي تنظيمياً كما فنياً)، لم يكن مقبرة المنتخبات الكبيرة وحسب، بل ان النجوم خلاله تهاووا من عليائهم، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الثنائي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اللذان احتكرا جائزة أفضل لاعب بالعالم بالسنوات العشر الاخيرة مناصفة بينهما، وان كان النجم البرتغالي غادر المونديال بأضرار اقل مع حلوله وصيفاً بلائحة الهدافين، لكنه بنهاية المطاف خرج كما نظيره الارجنتيني بوفاض خال، وربما لن نشاهدهم مجددا في 2022.
لا شك ان هناك الكثير من المعايير سقطت في مونديال الغرائب والعجائب، وبدليل ما تابعناه بالمباراة النهائية المجنونة بكل ما للكلمة من معنى أمس التي كانت اصدق مثال، وهو ما يفتح المجال واسعاً بالمراحل المقبلة، للتأكيد على جملة معطيات ومنها ان الافضل ليس بالضرورة ان يكون هو الفائز، فطالما هناك منتخبات تفوقت بالاداء كما الارقام في روسيا، لكنها ودعت خائبة وبشكل ابكر مما كان يتوقعه أشد المتشائمين، وهو ما حير النقاد ومتابعي الاحصاءات، لكنه بالنهاية كان واقعاً محتوماً.
والحق يقال، ان هذا المونديال ورغم انه فاجأ كثر من المراقبين والمتابعين، لانهيار المبادئ والمعايير التقييمية والفنية، غير انه وبلا أدنى شك، كان مونديالاً ممتعاً، فكلما ابتعدت كرة القدم عن الامور التقليدية، وكذلك الأرجحية المسبقة حسب الافضلية، كلما ازدادت منافساتها جمالاً وروعة وتشويقاً.