الحزام الناري هو إلتهاب معدي، يسبّب طفحاً جلديّاً مؤلماً فما هو؟ ولماذا يصيب الإنسان؟ قد يظهر الحزام في أيّ منطقة من الجسم، إلاّ أنّه في أغلب الأحيان يظهر على شكل حزام من الطفح الجلدي، يلتفّ حول أحد جانبي الخصر، والمسبّب الأساسي له، هو الفيروس عينه الذي يسبّب الإصابة بجدري الماء (Chicken pox).
فبعد الإصابة بالجدري والشفاء منه في الصغر، يبقى الفيروس غير نشيط في النسيج العصبي قرب الحبل الشوكي والدماغ. وبعد سنوات عدة قد يتفاعل فجأة، ليُصاب الشخص بالحزام النّاري، الذي لا يميت المصاب إنما يؤلمه جداً. أمّا أعراض الحزام الناري فتظهر على جزء صغير من جانب واحد من الجسم وتشمل الألم والحرقة والإحساس بالوخز في بعض الحالات إضافةً الى حساسيّة شديدة تجاه اللمس وطفح جلديّ أحمر، يبدأ بالظهور عقب بضعة أيام من الشعور بالألم، وبثور كاملة لانفجار سائلها وحكّه. أمّا الأعراض غير الشائعة فقد تظهر عند بعض الأشخاص كالحمّى والصداع والحساسية تجاه الضوء والتعب والإرهاق. ويذكر أنّ الحزام يلتفّ أيضاً حول العين، وعلى أحد جانبي الوجه وعلى العنق في بعض الحالات، وهنا يتوجّب استشارة الطبيب فوراً. أما إذا كان الشخص قد تخطّى الـ 70 عاماً فإمكانية الإصابة بالحزام تزداد، لأنّ الجهاز المناعي يصبح ضعيفاً، ولا يجب الإغفال إذا كان جهاز مناعة أحد أفراد العائلة ضعيفاً أيضاً، فذلك سبب إضافي لإصابة الفرد بالحزام الناري. أمّا بعض العوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة بحزام النار فتتمثّل بأن يكون العمر أكبر من 50 سنة، وأن يكون الإنسان مصاباً بأمراض تضعف جهاز المناعة كفيروس نقص المناعة المكتسبة والسرطان، وفي حال كان الإنسان قد خضع لعلاجات مرض السرطان، فالعلاج الكيميائي والعلاج الشعاعي قد يقللان من القدرة على مقاومة الأمراض، وذلك يعرض الإنسان للإصابة بمرض الحزام الناري، إضافةً إلى أنّ تناول أنواع معينة من الأدوية كالستيرويدات والأدوية المخصّصة للتخفيف من مقاومة الجسم للأعضاء المزروعة تعرّض الإنسان للإصابة بالحزام الناري. قد يتسبّب الحزام الناري بمضاعفات خطيرة كالألم العصبي التالي للهربس Postherpetic neuralgia، وهنا قد استمرّ الألم بعد اختفاء البثور والطفح بسبب قيام الأعصاب المتضرّرة بإرسال إشارات خاطئة ومبالغ فيها بالألم الى الدماغ، وقد تسبّب ظهور حزام النار قرب العين بالتهابات مؤلمة فيها، ما قد تؤدّي الى إلحاق الضرر بها وصولاً الى درجة فقدان البصر، مروراً بأنّ الحزام قد يتسبّب بالتهاب في الدماغ أو شلل في الوجه أو صعوبات في السمع أو فقدان التوازن. أمّا إذا لم يتم علاج البثور الناتجة بالشكل الصحيح فقد تنشأ وتتطوّر التهابات وعدوى بكتيريّة في البشرة.
ما من علاج معروف لحزام النار، لكن قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية التي تحدّ من انتشار المرض وأعراضه، وبالتالي تسرّع من عملية الشفاء، وغالباً ما تستمر الأعراض لمدة تتراوح بين 2 الى 6 أسابيع، فضلاً عن أنّ الاستحمام بالماء البارد مفيد ووضع كمادات باردة على منطقة البثور جيداً، لأنّ من شأنه التخفيف من الحكّة والألم. يعتبر الإكتئاب والضغط النفسي أحد أهم أسباب ظهور مرض الحزام الناري حيث أنه هناك بعض العلل الجسدية تسمّى الأمراض النفس جسمية psychosomatique وهي تظهر نتيجة ضغوط وأعراض نفسية، وفي غالب الأمر حينما ينتهي الضغط النفسي يتلاشى المرض العضوي وهناك بعض أدوية الإكتئاب قد تساهم في نشوء ذلك المرض.