بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 نيسان 2022 12:00ص أسباب الإصابة بمرض البارانويا

حجم الخط
إنّ البارانويا هو مرض نفسي عصبي يشعر به المريض دائماً في حال لم يتلقَّ علاجاً نفسيّاً ودوأميًّا، أما أحد أبرز أعراض المرض فهو شعور المريض بأنّه معرّض للإضطهاد باستمرار والتهديد والشعور بالخطر والملاحقة من الآخرين، ويكون لديه شكوك غير منطقية، وفقدان الثقة بالآخرين.

إنّ السبب وراء الإصابة بالبارانويا غير معروف، لكن ثبُت أنّ هناك عوامل عدة تجعل الإنسان يصاب بالمرض وأبرزها: أمراض نفسيّة أخرى كمرض انفصام الشخصيّة، وتعاطي المخدرات وإدمان الأوفيتامين والدوكايين، إذ تؤثّر جميعها على الناقلات العصبية الموجودة في الدماغ، وتغيير من كيمياء الدماغ، وتجلّي الأمر هنا بأنّ الأفكار ترغم المريض على اتباع سلوكيات شاذة لها ارتباط بمرض جنون العظمة. ووجدت دراسات أخرى أنّ مرض البارانويا هو أكثر من نصيب أولئك الأفراد الذين تعرّضوا وما زالوا يتعرّضون للضغط العصبي الشديد والمستمر. كذلك فإنّ تربية الطفل القاسية من قبل أبويه قد تعرّضه في سنّ الشباب إلى الإصابة بهذا الداء العقلي. أما أبرز أعراض المرض فهي: انعدام الثقة بالأشخاص المحيطين بالمريض والشعور بالضغط النفسي والقلق المستمر جرّاء المعتقدات الخاطئة التي تكوّنت لديه عن الآخرين. العزلة والابتعاد عن الآخرين، نتيجة توهّمه بأنهم يهملون كلامه وغير مؤمنين به ويسيئون فهمه، إضافة الى شعوره بالإيذاء والتهديد والاضطهاد على الرغم من عدم وجود خطر حوله، فضلاً عن إحساسه بأنّ الآخرين يتآمرون ضده ويحاولون إلحاق الأذى الجسدي والعاطفي به، وعن أنهم يتكلّمون عنه بشكل سيئ من خلف ظهره مروراً بعدم تقبّل النقد بأشكاله المختلفة، وإتسام سلوكه بالعدائية والعدوانية المستمرة إنتهاءً بعدم قدرته على النسيان والمسامحة وصعوبة نسج علاقات اجتماعية.

البارانويا داءٌ عقلي لا شفاء منه، والأدوية يتم استخدامها لإدارة المرض والتحكّم بأعراضه ومنعه من التدهور، ويعتمد علاج مرض البارانويا على السبب الذي أنجب المرض، وعلى شدّة الأعراض التي تعصف بالمبتلي به، ويشمل العلاج ما يلي: العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي، إذ يهدف هذا العلاج الى تعزيز ثقة المريض بنفسه وبمن حوله، وأن يتقبّل المريض الضعف الذي يعاني منه، وزيادة احترام المريض لذاته وجعله يتحكّم أو يسيطر على مشاعره، ويعبّر عنها بطرق إيجابية، ويحسّن أساليب التواصل الاجتماعي لديه. أمّا العلاج الدوائي فيشمل أدوية مضادة للقلق لعلاج الاضطرابات الشخصيّة إذا كان المريض يعاني ويكابد من القلق والخوف. أما الأدوية المضادة للذهان فيمكن تعاطيها تحت إشراف طبيب مختص. أما إذا كان مريض البارانويا، يتعاطى المخدرات أو إدمان الكحول، فإنّه سيحظى بعلاج دائم، ويشارك في برامج العلاج من التعاطي حتى الوصول الى دخول مرحلة الإقلاع عن إدمان المخدرات والكحول. وقد تستدعي الحالات الشديدة والخطيرة الى دخول المستشفى حتى تستقرّ الحالة، وتخفّ الأعراض التي يشكو منها المريض وتجاهره. إنّ المريض الذي يتقبّل العلاج ويلتزم بأوامر الطبيب في أخذه، يمكنه أن يحمي وظيفته ويمنعها من الإفلات منه، ويمكنه أن يظفر بحياة اجتماعية سليمة تقف حائلاً أمام تطوّر المرض وتعملقه وتمنّع من تدهور الأعراض التي تصاحبه. إنّ اضطراب الوهج يكون لدى المرضى الذين يعانون من كبر الاضطراب، فالشخص أو المريض الذي يعاني من وهم الاضطهاد يُخال له أنّ الآخرين يتجسّسون عليه وسيلحقون به الأذى، أو يعتقد المريض أنّه على علاقة مع نجم سينمائي، أو أنه قد يعتقد أنه مبتلٍ بعارض خطير على الرغم من نفي الأطباء لذلك. وقد يرتبط مرض انفصام الشخصيّة، بالاضطرابات المتعلّقة بمرض البارانويا، وهو الاضطراب الأشدّ خطراً والأكثر شدّة، وهنا سيعاني المريض من الأوهام الجمّة، وستعتريه الهوسات في بعض الأحيان، ويصل به الأمر كأن يؤمن فعلاً بأنّ أفكاره تبث على الراديو.