بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 أيار 2022 12:00ص «الصحة» تنفي الاشتباه بحالة «جدري القرود» «الأبحاث الزراعية» تقدّم فحوصاً مجانية للفيروس

شرح عن أعراض «جدري القرود» شرح عن أعراض «جدري القرود»
حجم الخط
«راحت سكرة كورونا وإجت فكرة جدري القردة»، فبعدما تنفّس لبنان الصعداء و«تحرّر» من الكمامة، عاد الملف الصحي إلى الواجهة، ففي حين يفرض كابوس «جدري القردة» نفسه حاليا على اهتمامات العالم وسط انتشاره في عدد من الدول، تحوم تساؤلات كثيرة حول الموضوع في لبنان، خوفا من تكرار تجربة انتشار فيروس كورونا.
وكثرت الشائعات حول الاشتباه بحالة إصابة بالفيروس محلياً، لذلك أعلنت وزارة الصحة العامة - مصلحة الطب الوقائي - ان «عطفا على ما يتم تداوله عن وجود حالات مشتبهة من مرض جدري القردة في لبنان ليس هناك أي حالة مؤكدة أو مشتبه فيها من هذا المرض في لبنان حتى تاريخه، وسيتم الإعلان عن أي حالة رسميا من قبل وزارة الصحة العامة في حال ثبوتها».
وأوضحت في بيان ان «مرض جدري القرود هو مرض فيروسي ينتقل عبر: مخالطة مباشرة لحيوانات مصابة (دم، افرازات مخاطية...)، مخالطة مباشرة لإنسان مصاب عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، أو من خلال إفرازات الجهاز التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو ملامسة أشياء لُوِّثت خيراً بسوائله وافرازاته. فترة حضانة المرض تراوح بين 5 أيام و21 يوماً ولا ينتقل المرض خلال هذه الفترة. وتتلخص أعراض المرض بحمى وصداع وتضخّم العقد اللمفاوية وآلام في الظهر والعضلات ووهن شديد بالإضافة الى ظهور طفح جلدي».
وأهابت الوزارة بوسائل الإعلام والمواطنين والعاملين الصحيين «توخي الدقة والحذر في تداول ونشر المعلومات الصحية وعدم الانسياق وراء الإشاعات».
من جهتها، أكدت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة أن الوزارة أرسلت «عيّنة إلى فرنسا من مريض مشتبه بإصابته بجدري القردة وننتظر النتيجة بعد خمسة أيّام».
ولفتت إلى ان «فريق وزارة الصحة قادر على مواجهة جدري القردة في حال وصوله إلى لبنان»، مضيفةً «بعد أسبوعين يصل إلى لبنان جهاز خاص بإجراء فحص جدري القردة».
وكان أكثر من طبيب أعلن عن دخول المرض الى لبنان من بينهم اختصاصي طب الأسرة والأمراض المزمنة الدكتور محمد فهمي خروب عن معاينته حالة من الفيروس في لبنان ظهرت عليها الأعراض، كاشفا انه ورده ان هناك حالة ثانية في الجنوب.
في غضون ذلك، سارعت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية LARI إلى إعلان استعدادها الكامل لإجراء الفحوص على المصابين به عند ظهوره في لبنان.
وأكدت المصلحة تمكّنها من تأمين كواشف «جدري القرود لإجراء الفحوص مجاناً عند الضرورة وذلك بغية الحفاظ على صحة المواطنين والحدّ من انتشاره».
والجدير بالذكر أنّ مختبر الأمراض الفيروسية والصحة الحيوانية التابع لمؤسسة الأبحاث في محطة الفنار تطوّر بشكل لافت خلال الأعوام العشرين الماضية وهو مجهّز بأحدث الآليات والتقنيات المتطوّرة، ويديره فريق فني متخصّص بالفيروسات يترأسه الدكتور جان الحاج الذي يُعتبر مرجعاً مهمّاً بالفيروسات لبنانياً، إقليمياً وعالمياً.
كما أصدرت المصلحة بعض الإرشادات للمسافرين القادمين إلى لبنان، حيث حذّرت من المصافحة والتقبيل خصوصاً أنّ الفيروس ينتشر باللمس، مشيرة إلى أنّه يصيب من هم دون 45 عاماً والأطفال، فهو شبيه بفيروس الجدري الذي كان التطعيم ضده إجبارياً سابقاً.
القطاع بحاجة إلى تضامن
الى ذلك، أكّد المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أنه «لا يخفى على أحد أن السبب الرئيسي لأزمات القطاع الصحي يعود لتأثّره المباشر والكبير بالتقلبات الحادة التي يشهدها الوضع المالي، وهو ما يستدعي تضامناً كبيراً من قبل الجهات المعنية كافة لتأمين حاجات المرضى نظراً للخصوصية الإنسانية والأخلاقية التي يتسم بها العمل في القطاع الصحي، ويبقى الإهتمام بالنواحي التجارية والمالية أمراً مشروعاً لتحقيق الصمود والإستمرارية ولكن التركيز على تحقيق الربحية فقط يبعد المهنة عن أهدافها الأساسية».
وذكّر في بيان بأن «الوزارة تخوض مساراً صعباً ومعقداً لتأمين تنفيذ التحويلات المالية للدعم المستمر لعدد كبير من الأدوية الباهظة الثمن بالمبلغ الذي يعادل خمسة وثلاثين مليون دولار شهريا، كما أن الوزارة تواظب على تحديث مؤشر الأسعار بحسب سعر صيرفة تحسساً بصعوبة الأوضاع وهي كانت أصدرت مؤشراً جديداً في بداية هذا الشهر وستصدر واحدا مستحدثا خلال أيام».
وأضاف: «أما الإستعجال في تصعيد الضغوط التي تنعكس سلباً على المرضى الذين يحتاجون إلى من يقف بجانبهم وليس في مواجهتهم، فهو أمر بعيد كل البُعد عن الواجب المهني الذي يتعهد به العاملون الصحيون تجاه مجتمعهم».