بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الأول 2022 12:08ص هل تعتري الأمراض النفسية الحيوانات الأليفة كما يحدث مع الإنسان؟

حجم الخط
تعاني الحيوانات من الأمراض النفسية تماماً كالبشر من الاكتئاب الى الوسواس القهري وحتى الادمان. تظهر العديد من العوارض النفسية على الكلاب والقطط والخيول وحتى الدببة القطبية والطيور. لقد أصبحت الشمبانزي فليست Flist مقطوعة بعد وفاة والدتها، وقد توقفت عن الأكل جراء اصابتها بالإحباط والقنوط وماتت قرب جيفة أمها. تقول المتخصصة في السلوك والانتربولوجيا جين غودال في كتاب اصدرته عام 2010، يتخذ المرض النفسي عند الحيوانات اشكالاً مختلفة وعديدة، فبعض الطيور الأليفة تنتف ريشها، وبعض الكلاب تلمس بقلق حاد ذيولها او محاكبها وبعض الحيوانات معروفة ايضاً بإيذاء النفس! تشبه بيولوجيا الرئيسيات مثل انسان الغاب بيولوجيا البشر لدرجة انهم غالباً ما يعانون من نفس الاضطرابات كالإدمان مثلاً. يعاني العديد من القطط والكلاب من اضطراب القلق فتظهر اعراضه في اللهاث والارتجاف وقد تشمل ردات فعل الكلاب القلقة الهرب او الاختفاء او الحك او الخدش وضرب الكفوف. ويعتبر التثاؤب او دسّ الأذنين للخلف او اتساع حدقتي العينين اعراضاً اخرى محتملة للاصابة بالقلق. ويمكن ان تعاني الكلاب ايضاً من اضطرابات النوم نتيجة القلق مثلها مثل البشر. أما الخيول والتي تقضي الكثير من الوقت في الحصول على حصص في الاكشاك او المراعي الصغيرة، فهي تظهر في كثير من الأحيان سلوكيات غريبة ناتجة عن الملل والقلق وتشمل هذه السلوكيات مضغ الخشب وركل جدران كشكها والعض. وللمساعدة في تجنّب هذه العادات السيئة والخطيرة، من المهم أن تحصل الخيول على الكثير من التمارين الرياضيّة، وان يكون هناك وقت تقضية مع الخيول الأخرى، القطيع يمنح الحصان فرصة التفاعل الاجتماعي، ويهديه شعوراً بالأمان لأنّ الخيول تمتلك غريزة قوية جداً للتواجد ضمن القطيع. تقوم الطيور الأسيرة المصابة بالملل والإكتئاب أحياناً تنتف ريشها ما يؤدي الى نزول الدم وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض. انّ توفير العاب مختلفة للطيور كل اسبوع هو أفضل الطرق لتبسيط هذه العادة، كما يضمن حصول الطيور الصغيرة على الكثير من الاهتمام، كما أنها تستفيد من التغذية والنوم، وفي بعض الحالات من الأدوية التي تعزز السيروتونين والمضادة للوسواس والاكتئاب وقائمة الأدوية طويلة.
قال باحثون أميركيون انّ الكلاب التي يستخدمها الجنود في الحروب لشمّ الألغام والمتفجرات، تعاني مثلهم من اضطراب ما بعد الصدمة «Post Thromatic Stress Disorder» ويقول الأطباء البيطريون انّ حوالي 5 بالمائة من الكلاب التي خدمت في افغانستان والعراق تعاني من اضطراب ما بعد الصدفة الذي يمكن أن يجعل بعض الكلاب عدوانية أو خجولة أو غير قادرة على القيام بعملها. وتشمل عوارض اصابة الكلاب بالاضطرابات السهر لفترات طويلة وتغيّر المزاج والعدائية الزائدة. تقول بستسي لوبريستي عودفان وهي استاذة مشاركة في علم النفس في جامعة مازيماونث في ارلينغتون بولاية فرجينيا، نظراً لوجود أوجه تشابه في هياكل الدماغ المسؤولة عن استجابات الاجهاد تظهر الحيوانات اعراضاً تشبه اعراض اضطرابات ما بعد الصدمة لدى البشر او PISD وينصح الخبراء بمعالجة الكلاب من خلال ابعادها عن القطاع العسكري وممارسة الكثير من التمارين واللعب والتدريب. وفي دراسة أجريت عام 2011 وُجدت علامات للاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة على الشمبانزي التي تم استخدامها في الابحاث المختبرية او استخدمت كجزء من تجارة غير قانونية. يبدو انّ الحرمان الاجتماعي مرهق للحيوانات، تماماً كما هو الحال بالنسبة للبشر. ويمكن للاحداث ترك علامات حتى على جينات الحيوانات. ففي عام 2014، وجد الباحثون انّ الببغاوات الرمادية الأفريقية التي تتم بقاؤها وحيدة عانت من تغيرات وراثيّة ضارة أكثر من الببغاوات التي كانت موضوعة في ازواج. تظهر الحيثان القاتلة بعض السلوكيات الغريبة في الانسو. في شركة Sea World التي تشتهر استخدام الدلافين الحيتان القاتلة في عروض ترفيهية، تشعر الحيتان بالملل لدرجة انها تلعب بطعامها وتتناوله ثم تتقيّأ. يعتقد العديد من العلماء انّ الحيوانات تكابد من الاكتئاب ايضاً، ولكن نظراً لعدم قدرة الحيوانات على الكلام، غالباً ما يصعب تشخيص الاكتئاب، لكن مع الدب اورتور الامور تتوضح اكثر، فمنذ وفاة حبيبته جراء اصابتها بالسرطان عام 2012، توقفت عنده الحياة ورفض التواصل مع سائر الحيوانات مكتفياً بإجراء دراسة تماماً كأنه يبكي على الأطلال. فقد رغبته في تناول الطعام وخسر الكثير من وزنه وكان الدب القطبي الأكثر حزناً في العالم وتوفي عام 2016 وكان حينها في الثلاثين من عمره ووجدت دراسة أجريت عام 2015 من قبل الكلية الأميركية للسلوك البيطري، انّ هناك سلوكيات شبيهة بأعراض مرض التوحد تظهر على الحيوانات ووجد الباحثون والبيطريون انّ الكلاب التي وصفت بأنها مصابة بالتوحّد أظهرت مؤشرات حيويّة رئيسيّة تشابه الأطفال المصابين بالتوحد أي بمستويات الأعلى من الهرمون الذي يعزز النيوروتنستين والكورتيكوتروين، وتبين انّ هذا السلوك المتكرّر يحدث في الكلاب ذات متلازمة الكرومسوم وهي نتاج خلل جيني وراثي وتعتبر احد اسباب التوحّد.