بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 نيسان 2022 12:01ص هل يسبّب التوتر العصبي الإصابة بالشيب المبكر؟

حجم الخط
أظهرت دراسة قام بها باحثون في كلية الطب والجراحة في جامعة كولومبيا الأميركية، أنّ هناك دليلاً يربط التوتر النفسي بشيب الشعر لدى البشر. وعقب تحليل المئات من البروتينيات داخل الشعر، وجدوا أنّ هناك صلة بين الشعر الأبيض ومزيد من البروتينات المرتبطة بالميتوكوندريا، والذي يُعتبرُ مؤشراً على استخدام الطاقة والاجهاد الأيضي. وباستخدام نموذج رياضي لتوسيع نتائجهم عبر عدد أكبر من الأشخاص والأعمال، قال الباحثون لم نتفاجأ عن علمنا أنه يمكن استعادة لون الشعر عندما يتم التخلّص من التوتر، علماً أنّ هذا الاكتشاف يتناقض مع دراسة حديثة أجريت على الفئران وأشارت إلى أنّ الشيب الناجم عن الاجهاد هو دائم. ويقول كبير معدي الدراسة مارتين بنكارد أنّ لهذه النتائج والمعطيات أهمية أكبر من تأكيد التكهنات القديمة حول تأثيرات الاجهاد والتوتر على لون الشعر، وحتى أنه يمكن تأكيد علاقة الشيخوخة بالتوتر. وبالمناسبة يجب التذكير بأنّ الشعر الذي يكون قد نما بالفعل من بصيلات الشعر لا يتغيّر لونه الأمر الذي يؤكّد ويثبت عدم صحة الأسطورة القائلة بأنّ شعر ماري انطوانيت ملكة فرنسا ابان الثورة الفرنسيّة، شاب قبل فترة قليلة من قطع رأسها العام 1791. ويضيف بيكارد، مثلما تحتوي الحلقات الموجودة في جذع الشجرة على معلومات حول العقود الماضية في حياة الشجرة، يحتوي شعرنا على معلومات حول تاريخنا البيولوجي. وعندما يكون الشعر تحت الجلد في بصيلات الشعر فإنّه يرضخ لتأثير هرمونات التوتر والأشياء الأخرى التي تلعب دورها داخل أذهاننا وجسمنا، وبمجرد نمو الشعر من فروة الرأس فإنها تتصلّب وتبلور بالتالي وبشكل دائم هذه التعرضات في شكل مستقر. ويقول بنكارد، هذا لا يعني أنّ الحدّ من التوتر لدى شخص يناهز عمره ال 70 عاماً، وكان شعره رماديًّا لسنوات قد يؤدّي الى تغميق شعره، أو أنّ زيادة التوتر لدى طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، سيكون كافياً ليفدحه الشيب. ويضيف بنكارد أنّ المنطق الصحيح يقول أنه وفي منتصف العمر، أي عندما يدنو شبح الشيب من الشعر جرّاء العمر البيولوجي وعوامل أخرى، فإنّ الاجهاد سيدفعه الى ما بعد ذلك أي الى ارتدائه الشعر للون الرمادي. يجزم أغلبية العلماء عن أنّ التوتر المسؤول عن تشييب الشعر مبكراً وهو ذلك النوع المعروف باستجابة الكرّ والفرّ، يتمثّل بالعوارض التكييفيّة التي تحدث حين يشعر الإنسان أنه يتعرّض للتهديد، فيتم عندها تنبيه الجسم بسرعة عالية، ويصبح تحت تأثير الجهاز العصبي الودي "Sympathetic Nervous System” وجهاز الغدد الصماء، ما يؤدي الى تحفيز الخلايا الخدعية المسؤولة عن كوب الشعر. ولشرح الأمر بساطة، فإنّ الإنسان يستنفد مخزون الصبغة في التكوين الخلوي للشعر حتى يتعرّض للتوتر والخوف. وتقول البروفيسورة باسيه ياسو احدى المشاركات في اعداد الدراسة من جامعة هارفارد، تعرف الآن بالتأكيد أنّ التوتر مسؤول عن هذا التغيير المحدد في لون بشرتك وشعرك وكيف يعمل، وتضيف البروفسورة ياسو، يسبّب الألم الذي حفزت التجربة لدى الفئران في اطلاق هورموني التوتر والشدّة الإدرينالين والكورتيزول، ما جعل قلوبهم تنبض بشكل أسرع وترفع في ضغط الدم الأمر الذي يسبّب التوتر الحاد المنبثق من جهاز عصبي منهك، وهذه العملية سرّعت من تآكل الخلايا الخدعية التي تنتج الميلانين في بصيلات الشعر، وتقول البروفيسورة ياسو كنت أتوقّع أن يكون التوتر سيئاً على الجسم، لكن التأثير الضار للتوتر الذي فاق كل التطورات وبعد بضعة أيام فقط وحسب ياسو تآكلت جميع الخلايا الخدعية المجددة لصباغ الشعر، وبمجرد ضياع هذه الخلايا لا يمكنك تجديد الضياع بعد الآن، لأنّ الضرر دائم. وفي تجربة أخرى وجد الباحثون أنهم قادرون على منع تلك التغييرات من خلال اعطاء الفئران أدوية حامضة لضغط الدم. ومن خلال مقارنة جينات الفئران التي تشعر بالألم وتعاني منه مع فئران أخرى، استطاع الباحثون التعرف على البروتيين المسبّب في إلحاق ضرر بالخلايا الخدعية نتيجة التوتر، وعندما تمّ قمع هذا البروتيين كيبار المعتمد على السايكلين المعروف اختصاراً بس دي كاي (CDK) منع العلاج أيضاً في حدوث تغيير في لون فروة الفئران. وهذا يترك الباب مشرّعاً أمام العلماء، بهدف المساعدة في تأخير ظهور الشعر الأبيض، عبر استهداف بروتيني CDK بدواء. وختمت ياسو قائلةً، هذه النتائج ليست شفاءً أو علاجاً للشعر الأبيض، من هنا فإنّ اكتشافنا المرتبط بالفئران ليس سوى بداية رحلة طويلة لإيجاد تدخل علاجي لدى البشر.