بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 آذار 2023 01:11ص الأمم المتحدة:عنف المستوطنين في الضفة مرعب

نتنياهو يتراجع أمام «تذمر» واشنطن بشأن الاستيطان

مستوطنون مسلحون مدعومون من جيش الاحتلال خلال مواجهات مع الفلسطينيين في الضفة مستوطنون مسلحون مدعومون من جيش الاحتلال خلال مواجهات مع الفلسطينيين في الضفة
حجم الخط
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس "عدم نية" بلاده إعادة بناء مستوطنات أخليت في شمال الضفة الغربية المحتلة غداة تصويت برلماني بهذا الخصوص أثار قلق واشنطن.
وجاء تراجع نتنياهو في أعقاب استدعاء وزارة الخارجية الأميركية سفير إسرائيل مايك هرتسوغ، إلى جلسة «تذمر وتوضيح» نادرة للغاية في العلاقات بين إسرائيل وأميركا، أدانت خلالها إقرار الكنيست قانوناً يلغي الانسحاب من شمالي الضفة الغربية.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن تصويت البرلمان يلغي "قانونا تمييزيا ومهينا يحظر على اليهود السكن في مناطق في شمال السامرة (الاسم التوراتي لشمال الضفة الغربية)، وهي جزء من وطننا التاريخي".
وأضاف البيان "مع ذلك فإن الحكومة لا تعتزم إقامة مجتمعات جديدة في هذه المناطق".
ووفقا لبيان الحكومة فإنها لن تسمح للمستوطنين بالعودة إلى المواقع الأربعة التي أخليت في العام 2005.
وجاء بيان الحكومة بعد أن أعربت واشنطن عن قلقها ووصفت التصويت بالخطوة "الاستفزازية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيدانت باتيل الثلاثاء إن "التغييرات التشريعية التي أعلنت استفزازية وتأتي بنتائج عكسية على الجهود المبذولة لاستعادة بعض الهدوء مع اقترابنا من شهر رمضان وعيد الفصح".
وبحسب باتيل فإن الخطوة الإسرائيلية "تناقض بشكل واضح" الوعود التي قدمها رئيس الوزراء آنذاك (في العام 2005) أريئيل شارون للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش كما تناقض التأكيدات التي قدمتها حكومة نتانياهو قبل يومين فقط.
من جهة أخرى عبّر المبعوث الأممي للسلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن قلقه البالغ من تزايد عنف المستوطنين الإسرائيليين، وقال إن التسلسل "الوحشي" للأحداث في بلدة حوارة قرب نابلس شمال الضفة الغربية يثير الرعب.
وجاءت تصريحات وينسلاند خلال إحاطة قدمها في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي عقدت أمس لبحث الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
ودعا المبعوث الأممي حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف الأنشطة الاستيطانية فورا، مشددا على أنه لا شرعية قانونية للمستوطنات، وأنها تشكل انتهاكا للقانون الدولي.
وقال وينسلاند إن الاستيطان وعمليات الهدم لا تزال مستمرة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
وأكد المبعوث الأممي أن العنف اليومي زاد بشكل ملحوظ منذ مطلع العام الجاري، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 82 فلسطينيا بينهم 17 طفلا.
وقال إن على إسرائيل التحقيق في حالات الوفاة الناجمة عن استخدام القوة المميتة ومحاسبة المسؤولين عنها، مطالبا القوات الإسرائيلية بعدم استخدام القوة المميتة "إلا عندما لا يمكن تجنبها لحماية الأرواح"، على حد قوله.
ودعا -ما وصفهما- طرفي الصراع إلى الامتناع عن الخطوات الأحادية التي تؤدي إلى تصعيد التوتر.
قلق أميركي
وفي الجلسة نفسها، قالت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن واشنطن قلقة من استمرار العنف في إسرائيل والضفة الغربية.
وأضافت غرينفيلد أن الولايات المتحدة منزعجة مما سمته تصاعد الهجمات العنيفة من قبل الفلسطينيين ضد الإسرائيليين والهجمات العنيفة ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
وأكدت المندوبة الأميركية أنه تنبغي متابعة المساءلة والعدالة بنفس القوة والموارد في جميع حالات العنف المتطرف، مشيرة إلى أن بلادها لا تزال تعتقد أن "حل الدولتين يظل أفضل طريقة لضمان أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبًا إلى جنب بسلام وأمن".
من جانبه  قال جيمس كاريوكي نائب المندوبة البريطانية في مجلس الأمن الدولي إنه يجب على قوات الأمن الإسرائيلية أن تعمل وفقا للقانون الدولي، وأن تتحلى بضبط النفس في استخدام الذخيرة الحية، وأن تجري تحقيقات شاملة في مقتل المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف -في كلمته- أنه يجب على إسرائيل وقف الموافقة على المستوطنات وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وكذلك إجلاء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، خاصة في القدس الشرقية.
وأشار إلى أن المملكة المتحدة تعارض إلغاء الكنيست قانون فك الارتباط معتبرا ذلك إجراء أحادي الجانب، مما يقوض آفاق حل الدولتين ويلحق الضرر بأي جهود متجددة لخفض التصعيد.
(الوكالات)