بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تموز 2022 12:00ص الفلسطينيون لا يُعلّقون آمالاً على زيارة بايدن

التطبيع ومواجهة إيران يتقدّمان على حلّ الدولتين

مسنّ يرفع علم فلسطين خلف مجموعة من الشبان خلال مواجهات مع جنود الاحتلال في كفر قدوم بالضفة مسنّ يرفع علم فلسطين خلف مجموعة من الشبان خلال مواجهات مع جنود الاحتلال في كفر قدوم بالضفة
حجم الخط
ينتظر الفلسطينيون بتشاؤم متزايد أول زيارة للرئيس الأميركي جو بايدن بعد ما يصفونه بسلسلة من وعود واشنطن الكاذبة في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة جاهدة لتعزيز العلاقات الدفاعية بين إسرائيل والدول العربية.
وقال فلسطينيون إن طلبات إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، التي أغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب، أو إلغاء تصنيف منظمة التحرير الفلسطينية على أنها منظمة إرهابية، لم تلق أي استجابة.
وقال مسؤول فلسطيني كبير "ليس لدينا أوهام بإحداث اختراق سياسي خلال هذه الزيارة سنستمع إلى مزيد من التعهدات والوعودات".
وأضاف "هذه الزيارة متعلقة بتطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية".
وسيزور بايدن إسرائيل والضفة الغربية، ويلتقي بزعماء إسرائيل وبالرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما سيزور السعودية في الفترة من 13 إلى 16 تموز الجاري.
وقال متحدث باسم المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية إن واشنطن تعتقد أن حل الدولتين هو أفضل طريقة لكل من إسرائيل والفلسطينيين لحل الصراع المستمر منذ أجيال.
ووعدت واشنطن أيضا بإعادة فتح القنصلية، التي ينظر إليها الفلسطينيون على أنها اعتراف ضمني بوضع القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وحث عباس خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الأول الإدارة على الضغط على إسرائيل للحفاظ على الوضع الراهن التاريخي في القدس الشرقية ومجمع المسجد الأقصى. 
وقال المسؤول "عباس قال لبلينكن انه لا يمكن استمرار الوضع على ما هو عليه".
ويرفض المسؤولون الأميركيون تأكيد أن إدارة بايدن خرقت تعهداتها للفلسطينيين وأشاروا إلى تغييرات بعد انهيار العلاقات في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويضيفون إن إعادة فتح القنصلية سيتطلب تعاونا إسرائيليا وإن إلغاء اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية كيانا إرهابيا سيتطلب اتخاذ السلطة الفلسطينية خطوات تقاعست عنها حتى الآن.
وعلى الرغم من إحباط الفلسطينيين يقولون إن بايدن استأنف المساعدات وأعاد فتح خطوط الاتصال. 
وانتقدت الإدارة أيضا التوسع الاستيطاني الإسرائيلي باعتباره لا يتوافق مع آفاق السلام بعد أن أشارت إدارة ترامب إلى قبول مثل هذه الأنشطة.
وقال مسؤول كبير بإدارة بايدن "تذكروا أننا بدأنا في ظل (قطع إدارة ترامب) علاقاتنا بالفلسطينيين تماما. ومن ثم عدنا إلى التمويل وأعدنا بناء العلاقات ... وسيكون هناك المزيد في المستقبل".
ولكن طلال عوكل المحلل السياسي في غزة قال إن التركيز المكثف على تعزيز التعاون الأمني بين إسرائيل والدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة لمواجهة تهديد محتمل من إيران يعني أن أي تحرك نحو التوصل لحل أوسع للقضية الفلسطينية لا يزال بعيد المنال.
وقال "بايدن لن يفعل أي شيء ليغير من الواقع الموجود".
وأضاف "لا يوجد أي أفق للصراع الفلسطيني الاسرائيلي".
وتلقت السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في مناطق من الضفة الغربية، دفعة الشهر الماضي عندما وافق الاتحاد الأوروبي على إعادة التمويل المجمد بسبب نزاع على المناهج الدراسية.
وأمس الأول قال مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني إن الوكالة الأميركية للتنمية ستقدم مساعدات للفلسطينيين هذا العام بمبلغ 125 مليون دولار إضافة إلى 270 مليون دولار العام المقبل.
وأضاف البيان أن هذا الإعلان جاء بعد لقاء رئيس الوزراء محمد اشتية في مكتبه برام لله الخميس بمديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للضفة الغربية وقطاع غزة ألر جروبس.
وأوضح البيان أن هذه المبالغ ستخصص "لدعم مشاريع المياه والصرف الصحي، وتمكين الشباب والتعليم والتدريب المهني والتقني، ودعم القطاع الخاص، ومشافي القدس، ومساعدات غذائية للأسر الفقيرة، ودعم مؤسسات المجتمع المدني".
من جهة أخرى يتعرض الاحتلال الإسرائيلي إلى ضغط متزايد، بما في ذلك من إدارة بايدن ، لاتخاذ إجراءات بشأن مقتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها مداهمة للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية.
ولكن الاضطرابات التي أسفرت عن انهيار الحكومة الائتلافية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أدت إلى عرقلة إحراز أي تقدم. 
ومن المقرر الآن إجراء انتخابات في الأول من تشرين الثاني.
وقال المحلل السياسي هاني المصري إنه في ظل وجود طريق سياسي غير واضح في المستقبل فليس هناك احتمال يذكر لأي شيء أكثر من الحد الأدنى من المساعدات الاقتصادية الأميركية للفلسطينيين.
وأضاف "اذا كان في شوية آمال بسيطة راحت مع ما يجري في اسرائيل من تغير الحكومة والانتخابات".
(الوكالات)