أشعل وزير إسرائيلي مسؤول عن إدارة الضفة الغربية المحتلة فتيل موجة تنديد وإدانة أمس بعد أن زعم إنه لا يوجد تاريخ أو ثقافة فلسطينية ولا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني.
وأدلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بهذه التصريحات الأحد في كلمة بمؤتمر خلال زيارة لفرنسا. وأثار نفس الوزير غضبا عالميا في وقت سابق من هذا الشهر عندما دعا إلى "محو" بلدة فلسطينية.
وسُمع الوزير وهو يقول في مقطع مصور من الكلمة تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي "هل هناك تاريخ أو ثقافة فلسطينية؟ لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني".
ووقف سموتريتش أثناء إلقائه الكلمة إلى منصة مغطاة بما يبدو أنه نسخة مختلفة من العلم الإسرائيلي تُظهر دولة إسرائيلية بحدود موسعة تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة والأردن.
وقال متحدث باسم سموتريتش، وهو رئيس أحد الأحزاب الدينية القومية في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليميني المتشدد، إن العلم وضع كزينة من قبل منظمي المؤتمر وإن الوزير كان ضيفا.
وألقى سموتريتش كلمته في نفس اليوم الذي التقى فيه مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون في منتجع شرم الشيخ المصري لوقف التصعيد قبل حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي.
وندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية بتصريحات سموتريتش، قائلا إنها بمثابة تحريض على العنف.
وقال بيان منفصل لوزارة الخارجية الفلسطينية، إن الزعماء الإسرائيليين، من خلال "التصريحات والمواقف التحريضية التي يطلقها أكثر من مسؤول رسمي في الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ووجوده وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة في أرض وطنه.. تؤكد الوزارة أن هذه المواقف تعكس العقلية الاستعمارية الظلامية... وتخلق مناخات لنمو التطرف والإرهاب اليهودي ضد شعبنا".
كما دانت حركة المقاومة الاسلامية ( حماس)، ، تصريحات سموترتيش ووصفتها بأنها "عنصرية"، وقالت الحركة إن هذه التصريحات "تكشف فاشية الاحتلال وعقليته العنصرية وانتهاكه الصارخ للقانون الدولي ولحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".
ودان الأردن مساء أمس استخدام التصريحات العنصرية فيما علقت الخارجية الإسرائيلية على ذلك بالتأكيد على اعترافها بـ"وحدة أراضي المملكة".
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية في بيان أن ذلك "يمثل تصرّفا تحريضيا أرعنا وخرقا للأعراف الدولية ومعاهدة السلام". ولاحقا، استدعت الخارجية، السفير الإسرائيلي في عمان، على خلفية تصريحات سموتريتش.
جاء ذلك في بيان لمتحدث الوزارة، سنان المجالي، الذي ذكر أنه "تم إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاجٍ شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته".
كما أكدت الرسالة، وفق البيان ذاته على "إدانة الحكومة الأردنية للتصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة إزاء الشعب الفلسطيني (..)".
وحذرت من "خطورة استمرار هذه التصرفات العنصرية المتطرفة الصادرة عن ذات الوزير الذي كان قد دعا سابقاً إلى محو قرية حوارة الفلسطينية".
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بإدانة تصرفات وتصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرفة التحريضية، والتي تمثل أيضا خرقا للقيم والمبادئ الإنسانية.
أوروبيا دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من تصريحات وزيرها.
وقال بوريل للصحفيين في بروكسل إن تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش "لا يمكن التغاضي عنها بالتأكيد".
وأضاف "أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من هذه التعليقات والبدء في العمل مع جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر".
وتابع "يجب أن أستنكر هذه التعليقات غير المقبولة للوزير سموتريتش. إنه لمن الخطأ، إنه عدم احترام، إنه أمر خطير، وإنه غير مجد قول مثل هذه الأشياء في وضع متوتر بالفعل".
(الوكالات)