بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 آب 2022 12:24ص غزة تستعيد الهدوء وتطلق نداءً دولياً لإعادة الإعمار

أطفال فلسطينيون يقفون فوق أنقاض منزلهم في قطاع غزة بعد توقف اطلاق النار أطفال فلسطينيون يقفون فوق أنقاض منزلهم في قطاع غزة بعد توقف اطلاق النار
حجم الخط
صمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أمس بعد أن دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الأحد برعاية مصرية. 
وعاش القطاع أمس هدوءا حذرا حيث فتحت المؤسسات الحكومية والأهلية والتعليمية والمحال التجارية أبوابها منذ الصباح  فيما ألغى جيش الاحتلال الإسرائيلي كل تعليمات الطوارئ والقيود المفروضة على سكان منطقة غلاف غزة.
وفيما لاقى الاتفاق  ترحيبا دوليا، دعت واشنطن إلى التحقيق في سقوط مدنيين مجددة تعهدها بحماية أمن إسرائيل وبتعزيز التهدئة، في حين طالب مسؤولون حكوميون في غزة بإعادة إعمار القطاع ورفع الحصار الإسرائيلي.
وفي مؤتمر صحفي بثته قناة الميادين الموالية لإيران عقب وقف إطلاق النار  قال زعيم الجهاد الإسلامي زياد النخالة "ما تم تحقيقه هو انتصار للشعب الفلسطيني".
وهدد باستئناف القتال مع إسرائيل «كأن أي اتفاق لم يكن» إذا لم تلتزم إسرائيل بشرط الحركة إطلاق سراح الأسيرين التابعين للحركة، بسام السعدي وخليل عواودة، وهو كان بند الاتفاق الوحيد من أجل وقف إطلاق النار في غزة بعد مواجهة دامت 3 أيام.
من جهته قال مسؤول عسكري إسرائيلي "لا شك في أن حركة الجهاد الإسلامي تلقت ضربة خطيرة سيستغرق التعافي منها وقتا"، مشيرا إلى فقدان اثنين من كبار القادة، الأمر الذي قال إنه سيعطل بشدة قدرتها على تخطيط العمليات وتنفيذها.
وأضاف "لم ندمر الجهاد الاسلامي ولا هذا هدفنا".
وإلى جانب القائدين، قال مسؤولون إسرائيليون إن نحو 20 مقاتلا لقوا حتفهم في الضربات ودمرت كميات كبيرة من الأسلحة المضادة للدبابات ومنشآت إنتاج الصواريخ وتخزينها.
وقال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي كبير للصحفيين "أعتقد أنهم فوجئوا بقدراتنا ومستوى مخابراتنا وقدراتنا العملياتية".
لكن متحدث باسم الجهاد الإسلامي في غزة قال إن الحركة ربما تكبدت خسائر في قيادتها وقوتها القتالية لكنها تمكنت من فرض شروط على إسرائيل والحفاظ على الوحدة والتماسك.
وأضاف "العدو جعل من القضاء على حركة الجهاد الاسلامي الهدف من هذه المعركة، ولكن هذه الأهداف الحالمة والواهمة قد فشلت".
وقبل ساعات من سريان الاتفاق، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال 3 أيام ارتفعت إلى 44 شهيدا، بينهم 15 طفلا و4 نساء، بالإضافة إلى 360 جريحا.
وشيع الفلسطينيون ظهر أمس جثامين ياسر النباهين و3 من أبنائه الذين قتلوا في القصف الاسرائيلي على مخيم البريج وسط القطاع  حيث كان النباهين قياديا في كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس).
وفي ردود الفعل الدولية، رحب الرئيس الأميركي جو بايدن باتفاق الهدنة، وأشاد بدور مصر وقطر في تحقيقه.
وقال بايدن إنه يؤيد إجراء تحقيق في تقارير سقوط ضحايا من المدنيين، داعيا جميع الأطراف إلى تنفيذ وقف إطلاق النار بحذافيره، وضمان تدفق الوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة مع وقف القتال.
وفي تصريحات صحفية من جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإسرائيل "سيوفر فترة راحة مرحب بها للمدنيين"، مؤكدا أن بلاده ستواصل في الأشهر المقبلة العمل مع الشركاء لتحسين نوعية الحياة للفلسطينيين في قطاع غزة.
في أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر السفراء الأتراك الـ13، "لا يوجد أي مبرر لقتل الأطفال والرضع.. نحن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والإخوة في غزة".
وأضاف أن بلاده تعمل على جعل علاقاتها مع السعودية والإمارات أقوى من ذي قبل، وأنها تستخدم علاقاتها مع إسرائيل للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وكذلك عن مصالح تركيا.
وجدد أردوغان تأكيده أن المسجد الأقصى يعدّ خطًّا أحمر لبلاده.
من جهة أخرى عقد مسؤولون فلسطينيون حكوميون أمس مؤتمرا صحفيا لمطالبة المجتمع الدولي والعربي بإعادة إعمار القطاع، والعمل على رفع الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 15 عاما.
ودعا رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف المجتمع الدولي إلى التدخل لعدم استمرار العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل على سكان قطاع غزة.
وقال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان إن العدوان الأخير تسبّب في هدم 18 وحدة سكنية بشكل كلي، وتعرّضت 71 وحدة سكنية لضرر بليغ وأصبحت غير صالحة للسكن، في حين شملت الأضرار الجزئية نحو 1675 وحدة سكنية.
وأضاف أن وزارته لم تحصل على تمويل لإعادة إعمار نحو 2200 وحدة سكنية هُدمت بشكل كلي في الاعتداءات الإسرائيلية التي سبقت عدوان أيار من العام الماضي، موضحا أن تكلفة إعمارها تبلغ نحو 100 مليون دولار.
ودعا البنك الإسلامي للتنمية إلى إرسال مبعوث خاص إلى غزة للوقوف على احتياجات القطاع في مجال الإغاثة والإعمار والتنمية، كما طالب الأمم المتحدة بضرورة التدخل لوقف الاعتداءات ورفع الحصار.
وأمس أعلنت حكومة الاحتلال فتح المعابر مع غزة أمام الحالات الإنسانية .
وكانت محطة الكهرباء قد توقفت عن العمل منذ السبت الماضي بسبب نفاد الوقود.
وعلى الأثر بدأت شاحنات الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة الدخول عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، بشكل جزئي.
(الوكالات)