بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تموز 2018 12:44ص فلسطين تقاضي ترامب في «الجنائية الدولية»

عريقات: سنستمر بدفع رواتب الأسرى والشهداء

حجم الخط
قرّرت فلسطين مقاضاة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام «المحكمة الجنائية الدولية»، بناءً على قراراته الجائرة بشأن القدس، والتي تأتي في إطار ضغوطاته المتماهية مع الكيان الصهيوني للتضييق على القيادة الفلسطينية الرافضة لـ«صفقة القرن».
وأكدت القيادة الفلسطينية الاستمرار بدفع رواتب الأسرى وأسر الشهداء، التي قرّر «الكنيست» الإسرائيلي اقتطاع قيمتها من الضرائب، التي يقتطعها لصالح السلطة الوطنية الفلسطينية. 
وتواصل إدارة البيت الأبيض تضييقها على الفلسطينيين بتجميد مساهماتها في وكالة «الأونروا» بهدف تصفية قضية اللاجئين بعدما اعترفت بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقلت سفارة بلادها إليها من تل أبيب.
وكذلك الانسحاب من منظّمة حقوق الإنسان، التي رفضت الإذعان لرغبات واشنطن والكيان الصهيوني. 
وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظّمة التحرير الفلسطينية» الدكتور صائب عريقات، أمس (الأربعاء) خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة رام الله، أنّ «القيادة ستواصل دفع رواتب الأسرى، وأسر الشهداء والجرحى، رغم قرار سلطات الإحتلال باقتطاع مخصّصاتهم من عوائد ضرائب السلطة الوطنية».
وشدّد عريقات على أنّ «القرار الاسرائيلي يعني أنّ حكومة نتنياهو تعتبر أنّ السلطة الوطنية الفلسطينية لم تعد قائمة»، مؤكداً أنّ «القيادة وُجِدَتْ لخدمة شعبنا ولن تسمح لأي جهة كانت بابتزازها، وخاصة في أموالها».
وأشار إلى أنّ «اقتطاع مخصّصات الأسرى والشهداء الجرحى مخالف للمادة 81 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على حث الدول الحاجزة على تحمل مسؤولياتها تجاه الأسرى وتوفير الرعاية الطبية لهم، وألا تخصم أي شيء من مصاريفهم، وأنْ تعيل عائلاتهم».
وأعلن عن أنّ «الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكّل فريقاً من 12 شخصية، تضم مختلف الفصائل برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، من أجل وضع توصيات لحل قضية غزّة جذرياً».
 واعتبر أنّ «الثغرة مفتوحة أمام ترامب ونتنياهو في مسار مساعيهما لتدمير السلطة الفلسطينية، حيث يجدون في غزّة ثغرة يمكن الدخول إليها تحت مسمى الوضع الإنساني»، مشدّداً على «ضرورة إنهاء كافة أشكال الانقسام، وتمكين حكومة الوفاق الوطني».
وإذ أشار عريقات إلى أنّ «الحكومة الاسرائيلية لديها تصميم كامل ودعم من إدارة ترامب على الاستمرار في فرض الحقائق على الأرض وتدمير السلطة بشكل ممنهج»، لفت إلى أنّ «تحديد العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع «إسرائيل» موضوعة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، تمهيداً لاتخاذ قرار بهذا الخصوص، فالوضع لن يستمر كما يريد نتنياهو وترامب بأنْ تكون السلطة الوطنية من دون سلطة، والإحتلال دون كلفة، وأنْ يبقى قطاع غزة خارج إطار الفضاء الفلسطيني».
وأكد أنّ «القضية الفلسطينية لن تُحل بأساليب رجال العقارات، والتهديد والوعيد، ولن تُحل بقطع المساعدات عن الدول الفقيرة لأنهم صوتوا لصالح فلسطين في مجلس الأمن».
وأردف: «الترتيبات والنقاشات التي يقوم بها نتنياهو مع سفير واشنطن في تل أبيب ديفيد فريدمان أصبحت واضحة ومحدّدة، فهم تركوا مادة المفاوضات واتجهوا إلى مادة الاملاءات، حيث بدأوا بالقدس باعتبارها عاصمة لـ»إسرائيل»، ومن ثم جاء الدور على وكالة «الأونروا» بتجفيف مصادر دخلها تمهيداً لإسقاطها، الأمر الذي يعني تصفية قضية اللاجئين وإسقاطها عن طاولة المفاوضات، وضم المستوطنات من خلال بسط القانون الاسرائيلي عليها».
وكشف عن أنّه «بتعليمات من الرئيس «أبو مازن» ستقوم القيادة بإبلاغ كل الجهات ذات العلاقة (الدول العربية، وروسيا، والصين، واليابان، والاتحاد الأوروبي والافريقي، ودول عدم الانحياز، ودول اميركا اللاتينية والكاريبي) بما تقوم به القيادة من دراسة حول الخيارات المتاحة أمامها، وسنستمر بمساعينا أمام المحكمة الدولية»، آملاً من «المجلس القضائي في «الجنائية الدولية» أن يفتح تحقيقاً قضائياً مع المسؤولين الإسرائيليين حول هذه القضايا».
وطالب عريقات المجتمع الدولي بمساءلة الكيان الصهيوني على جرائمها اليومية بحق الشعب الفلسطيني، حيث تمارس الإعدامات الميدانية، والاغتيالات، والحصار، والإغلاقات، الأمر الذي يقود المنطقة لتوسيع دائرة العنف والتطرف وإراقة الدماء.
وزاد: «إنّ إدارة ترامب تقوم بقطع 70% من المساعدات لوكالة «الأونروا»، ومن ثم تعقد مؤتمراً في واشنطن تتباكى فيه على الوضع الانساني في غزّة، رغم علمهم بأنّ 80% من سكان غزّة يستفيدون من هذه المساعدات، كما أنّ الوفود الأميركية تذهب إلى الدول المضيفة للاجئين، وتعرض عليهم مساعدة مباشرة من خلال حكوماتهم للاجئين دون العودة للأونروا في خطوة من أجل إسقاطها وتصفية قضية اللاجئين».
وعن المصالحة الفلسطينية، قال عريقات: «إنّ السلطة تبذل كل جهد ممكن خاصة مع الأشقاء في مصر، وهناك لجنة عليا شكلت بعد اجتماع المجلس الوطني بمشاركة 12 شخصية من أجل وضع حلول جذرية لقطاع غزّة».
على صعيد آخر، اندلعت أمس مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الإحتلال في محاولة لمنع اخلاء قرية خان الأحمر البدوية خشية هدمها بعد ان طوقها جنود الإحتلال.
وأدت المواجهات إلى إصابة 35 متظاهراً و4 من أفراد شرطة الإحتلال.