حسمت قوات سوريا الديمقراطية، امس، أزمة سجن غويران بالحسكة شمال شرق سوريا، بدعم من طيران التحالف الدولي منهية بذلك هجوماً شنه عليه التنظيم الإرهابي، هو «الأكبر والأعنف» له منذ ثلاث سنوات.
وقال فرهاد الشامي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في تغريدة على تويتر إن القوات الكردية استعادت بالكامل السيطرة على سجن الصناعة في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا امس، وإن جميع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الباقين استسلموا.
واكدت القيادية في قوات سوريا الديموقراطية نوروز أحمد في مؤتمر صحافي «كل السجن تحت السيطرة الآن... ويجري نقل السجناء الى مكان آمن».
وأضافت «عملياتنا في المنطقة مستمرة وستستمر»، مشيرة إلى أن «تسعة آلاف عنصر من قوات سوريا الديمقراطية والأسايش (القوى الأمنية)» شاركت في عملية استعادة السيطرة على السجن.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهجوم انتهى بعد معارك استمرت ستة أيام تحولت خلالها كبرى مدن شمال شرق سوريا إلى ساحة حرب.
ورغم إصرار السلطات الكردية على أن أي سجين لم يفرّ من السجن، أشار المرصد إلى هروب عدد كبير من السجناء بعد الهجوم.
ولم يرد في بيان لـ«قسد» ذكر لعدد 850 طفلا وقاصرا حوصروا في تبادل إطلاق النار عندما بدأت قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من قوات أمريكية، اقتحام السجن يوم الاثنين.
وسجن الصناعة هو أكبر منشأة تحتجز فيها قوات سوريا الديمقراطية ألوف السجناء، بينهم شبان عرب رفضوا التجنيد الإجباري وآخرين اعتُقلوا بسبب تنظيمهم احتجاجات على الحكم الذي يقوده الأكراد.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ ضربات جوية ونشر قوات برية دعما لعملية قوات سوريا الديمقراطية.
وقال الميجور جنرال جون برينان، قائد قوة المهام المشتركة، عملية العزم الصلب، «داعش ما زالت تمثل تهديدا وجوديا للمنطقة ويجب ألا يُسمح له بالعودة مجددا».
وأضاف في تغريدة على تويتر «علينا أن نحقق بشكل دقيق في الظروف التي سمحت بحدوث هذا الهجوم من جانبهم».
وأوضح برينان أيضا أن القلاقل كشفت عيوبا في نظام السجون المكتظ. وتابع «السجون المؤقتة في أنحاء سوريا تربة خصبة لفكر داعش الفاشل».
وأوقع الهجوم والاشتباكات التي تلته داخل السجن وفي محيطه أكثر من 180 قتيلاً، وهو العملية «الأكبر والأعنف» للتنظيم منذ خسارته كل مناطق سيطرته في سوريا قبل نحو ثلاث سنوات في مواجهة قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري.
وفي أحد مساجد مدينة الحسكة، تكتظ قاعة المسجد بالمئات من النساء والأطفال وجميعهم نزحوا خلال الأيام الأخيرة على وقع الاشتباكات. يقيم هؤلاء وسط ظروف معيشية صعبة مع تدني درجات الحرارة، خصوصاً أن الكثيرين منهم لم يتمكنوا من أخذ أي من حاجياتهم.
وتوزع منظمات محلية الخبز وبعض الخضر والمعلبات عليهم.
والى جانب صراخ الأطفال الذي لا ينقطع، يعلو سعال كثر منهم ممن يفترشون الأرض أو يجلسون على بعض السجادات وتفوح روائح قوية من المكان، بغياب أدنى مقومات النظافة.
وتحاول شابة عبثاً التواصل مع أقربائها الذين يقطنون في مكان قريب من السجن من دون جدوى.
وتقول فهيمة (25 عاماً) التي نزحت مع زوجها وأولادهما الأربعة «تركنا منازلنا رغما عنا بعدما دخل علينا «الدواعش» وبدأ القصف، بالكاد تمكنا من الخروج».
عبثاً تحاول مايا (38 عاماً) وهي أم لتسعة أطفال، إسكات الصغار منهم. وتقول بحرقة «الحمد لله هنا يوجد أمان لكن الشخص لا يرتاح إلا في منزله ونريد العودة»، مضيفة «لا خبز هنا ولا ماء ولا سكر».
وعلى بعد خطوات منها، تهز سيدة أكبر سناً رأسها مؤيدة رغبتها بالعودة الى منزلها أيضاً. وتقاطعها قائلة «لدينا رجال وأولاد محاصرون» في إشارة على الأرجح الى مقاتلين في صفوف قوات سوريا الديموقراطية.