تمر بصمت الذكرى الثانية والأربعون لرحيل فنان الشعب حسن علاء الدين (شوشو)، الفنان الإنسان المُتفجّر إيماناً بالوطن، وحٌباً بالناس الفقراء البُسطاء المسحوقين المُضطهدين.
خلف شاربيه الغزيرين اختفى فمٌ لم يقل سوى الحق رغم اللوم والرقابة، واختفى إنسان في مُنتهى الظرف والرقة والحِسّ المُرهف.
مسرحي مُبدع من طراز فريد، ورائد مسرحيات الأطفال الذين أحبهم وعشقوه، ومُرشد وناقد اجتماعي من الطراز الأول.
رجل فريدٌ بكل ما للكلمة من معنى، عاش عملاقاً، وذوى عملاقاً.
تركنا ورحل بسلام، أما نحن فتابعنا حضور مسرحية الوطن فصولاً تلي الأخرى من وحول الخلافات والمصالح الآنية والتسلّط والعبث والفساد والإفساد والتحلّل الأخلاقي وانهيار القيم. تركنا غنياً بعنفوانه، بينما نحن «شحّادين يا بلدنا، إيه والله شحّادين»...
تركنا ننتحب مُحبطين، مُنهزمين، مقهورين، مُستسلمين، مُغتَصبين، مسلوبي الإرادة والرغبة في الثورة والتغيير الجذري الحقيقي .. نمتصُّ شفاهنا، ونكتفي بالقول «آخ يا بلدنا!!»