بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تموز 2020 12:02ص أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِين

حجم الخط
مضى 264 يوماً والشعب يجأر بمطالبه ليلاً نهاراً وبشتّى الوسائل، في الساحات والطرقات، وعبر أثير وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع، ووسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة.

اطبقت المصارف على أموال المودعين، وانخفضت القيمة الشرائية لليرة اللبنانية بسبب سعر صرف الدولار واستشراء الجشع والغلاء والتهريب وغياب الدولة. وبدأت المواد الغذائية بالنفاد مع صعوبة الاستيراد، وكذلك الأدوية والمستلزمات الطبية. وارتفعت وتيرة البطالة والصرف من العمل، ومن بقي فيه أضحى يقبض جزءاً ضئيلاً من الراتب.

وتتابعت أزمات البنزين ومازوت المولدات الكهربائية، وكذلك رغيف الخبز، واللحوم والدواجن، ومشاكل الملاّكين والمستأجرين، وغيرها من الصعوبات المعيشيّة! ناهيك عن مصيبة وباء كورونا!

وتساقط الشهداء على الدرب... شهداء حَراك، وشهداء لقمة العيش، وشهداء الإهمال والتقصير، ومنهم:

شهداء الحَراك

يوسف الحسن (18-10-2019) في طرابلس، مازن رحمن (18-10-2019) في طرابلس، حسين العطار (19-10-2019) في بيروت، زكريا عمر (28-10-2019) في بيروت، علاء ابو فخر (12-11-2019) في خلدة، حسين شلهوب، سناء الجندي (25-11-2019) في الجيّة، أحمد توفيق (18-12-2019) في طرابلس، فواز السمان (27-3-2020) في طرابلس.

شهداء لقمة العيش

ناجي الفليطي (1-12-2019) في عرسال، داني ابي حيدر (4-12-2019) في النبعة، أنطونيو طنوس (4-12-2019) في سفينة الدريب (عكار)، نزيه عون (5-12-2019) في تبنين (الجنوب)، هيثم النيز (20-12-2019) في طرابلس، عبد القادر الجنكي (4-1-2020) في طرابلس، علي الهقّ (3-7-2020) في بيروت، سامر حبلي (3-7-2020) في وادي الزينة، خالد يوسف (4-7-2020) في محلة الحوش (قضاء صور).

شهداء الإهمال والتقصير

هيثم رمضان (5-12-2019) صيدا، عبد الرحمن وراما كاخية (10-12-2019) المينا (طرابلس).

كما بدأنا نشهد ظواهر اجتماعية غير مألوفة:

نرى على الشاشات سيدة تعرض كليتها للبيع لأن ابنها يعاني من مشاكل في قلبه وليس لديها المال لمعالجته، ووالدتها مريضة وتسكن معها في البيت نفسه، وزوجها موقوف في السجن، وصاحب المنزل يهددها بالطرد.

وأخرى من باب التبانة في طرابلس، حاولت حرق نفسها مرتين بسبب انها تبيت في الشارع مع حفيدها، وتعاني من سوء التغذية وامراض عديدة.

وحاول شاب من البيرة في عكار حرق نفسه، وكذلك شاب في ساحة إيليا في صيدا. 

والتقطت كاميرا المراقبة مشهداً لمواطن يقتحم صيدلية وبيده مسدس، لا ليسرق أموالاً بل ليطلب حليباً ومستلزمات للأطفال غير قادر على دفع ثمنها.

وحالات أخرى عديدة.

في خضمّ هذا كله لا نزال نشهد أطراف السُلطة الغاشمة تتجاوز الدستور، وتغرق في السجال والتنظير، وفي مستنقع حصص التعيينات والمناقصات، وكأن شيئاً لم يكن!!

وتستمر المأساة اللبنانية في ظل غيبوبة الحكم والحكام!!

قال الله عزّ وجلّ: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) «١٠٣ الأعراف». 

وقال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (دعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّمواتِ، ويقولُ الرَّبُّ تبارَك وتعالى: وعِزَّتي لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حِينٍ).

* كاتب وباحث