بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الأول 2018 12:01ص أجواء تفاؤلية تلفح مساعي التشكيل فهل تكون الحكومة «عيدية» للبنانيين؟

حجم الخط
لا زال الترقب يفرض نفسه أمام تشكيل الحكومة العتيدة وما يمكن أن تصل إليه الأوضاع في البلد في حال عادت الأمور إلى المربع الأول ولا سيما بعدما أشاع الرئيس المكلف سعد الحريري أجواء تفاؤلية مؤكداً بأننا بتنا أمام أمتار معدودة لإعلان الحكومة، ما دفع بالكثيرين تأكيد بأن الرئيس المكلف لم يقل أو يشير إلى هذه المعطيات لولا وجود أجواء تؤكد بأن الأمور باتت بلمساتها الأخيرة ومعلوماته مستقاة من خلال تواصله مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى معطيات أخرى حاسمة يملكها الحريري.
ولكن السؤال وحيال هذا التفاؤل هل تبصر الحكومة النور باعتبار أن أجواء تفاؤلية سابقة سبق وأعرب عنها الحريري وكادت مراسيم التكليف تعلن حتى جاءت عقدة سنّة الثامن من آذار ولذا هل هناك من عقدة جديدة قد تظهر على الساحة الداخلية في سياق أجواء العرقلة وفرملة التأليف، فكل هذه الأسئلة باتت موضع تساؤل من كل اللبنانيين الذين أصيبوا بالإحباط إزاء ما حدث في مراحل سابقة وما يمكن أن يحصل لأن المواقف السياسية التصعيدية وخصوصاً ما صدر عن نواب سنّة المعارضة بعد لقائهم برئيس الجمهورية فذلك لا يوحي بالتفاؤل إلا في حال كان لدى رئيس الجمهورية ما يؤشر إلى ولادة الحكومة قريباً من خلال تواصلهم مع حزب الله الذي هو قادر لا بل حاسم من خلال موقعه ودوره أن يحل عقدة سنّة المعارضة لا سيما وأنه من أعلنها وهنا سيكون المخرج للتأليف والخروج من هذه المعضلة، وعلى هذا الأساس كان اللقاء الأخير في لندن بين الرئيس المكلف ووزير الخارجية جبران باسيل إيجابياً وحيث لدى باسيل كل الأجواء والمعطيات التي تلقاها من رئيس الجمهورية على ضوء الاتصالات التي أجراها العماد عون مع سائر القوى السياسية.
وفي سياق آخر فإن زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى قصر بعبدا جاءت في توقيت يحمل دلالات كثيرة خصوصاً بعد صرخات البطريرك وسخطه مما آلت إليه الأوضاع في البلد من تدهور على كل المستويات وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي وكلامه من قصر بعبدا كان واضحاً وثمة من يقول إن البطريرك لديه أيضاً بعد اللقاء برئيس الجمهورية أجواء على انفراجات ستحصل وأبرزها ولادة الحكومة وربما قبل الأعياد على أساس أن لقاء الرئيس عون بالرئيس المكلف سيكون من الأهمية بمكان وحتى الساعة ثمة من يقول أننا أمام اللمسات الأخيرة اللهم إلا إذا حصل ما يعيد الأوضاع إلى المربع الأول لأن التجارب السابقة كانت مريرة بامتياز والآن وفي ظل هذه الحملات السياسية والتصعيد الذي بلغ ذروته من قبل البعض وخرج عن المألوف، فهذه العناوين قد تُبقي الحذر قائماً، إنما بات جلياً وفق مصادر سياسية متابعة أنه وفي حال لم تولد الحكومة في وقت قريب جداً فإن البلد مقبل على كارثة حقيقية وهذا ما أشار إليه رئيس الجمهورية إلى ما يصدر عن الهيئات الاقتصادية وخبراء ماليين واقتصاديين يحذرون من مرحلة سوداء قادمة، ولكن وحدها حكومة جديدة قد تبعث الأمل من أجل القيام بخطوات إصلاحية والاستفادة من «سيدر».
وأخيراً يتوقع بأن يكون الأسبوع المقبل في غاية الأهمية وحاسماً إذ قد تتبلور خلال الساعات المقبلة ما وصلت إليه المشاورات والاتصالات التي أجراها رئيس الجمهورية ليبنىعلى الشيء مقتضاه، وثمة انتظار لرد حزب الله بعد لقاء محتمل للحزب مع نواب سنّة المعارضة في حين أن الأطراف الأخرى أعطت أسماء من سيدخلون الحكومة الجديدة ومعروف أن الكرة باتت في مرمى فريق معين، لذا فإن المعلومات المتوفرة تؤكد أنه وفي حال سارت الأمور على نحو إيجابي فإن الحكومة قد تبصر النور قبل الأعياد وعلى أبعد تقدير مطلع العام الجديد وهذا منوط باتصالات الساعات المقبلة إذ علم أيضاً أن ثمة مشاورات ولقاءات واتصالات عديدة ومتنوعة تجري بعيداً عن الاعلام ولمقتضيات المرحلة نظراً لدقة الأوضاع على كل المستويات.