بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 نيسان 2021 12:01ص أريد أن أبقى عربياً

حجم الخط
بعدما يحدث في عالمنا العربي، أريد أن أصدّق أن تاريخنا احتوى فعلاً صفحات مشرقة، وأن فيه فسحاً مضيئة، وأن ما نتوارد ليس مجرد حكايات شعبية أو أساطير وخرافات.

أبيع عمري كله مقابل يوم واحد، بل ساعات معدودة، أقضيها في زمن سيف الله المسلول خالد بن الوليد، وأمين الأمة أبي عبيدة بن الجراح، والفاتح عمرو بن العاص، أو في عصر داهية الجيوش المنتصر طارق بن زياد، والقائد موسى بن نصير، والناصر صلاح الدين الأيوبي.

أسأل نفسي ... هل يُعقل أننا من نسل الفاروق عمر بن الخطاب، وأحفاد باب مدينة العلم وفارس المنازلات حيدر الكرار علي بن أبي طالب، وسيديّ شباب أهل الجنّة الحسن والحسين! 

هل نحن حقاً من صُلب عبد الكريم الخطابي وعبد القادر الجزائري وعمر المختار! أيمكن أن يكون منّا وفينا رشيد عالي الكيلاني ويوسف العظمة وعبد القادر الحسيني! وهل قادنا مرّة أحمد عرابي وسعد زغلول وجمال عبد الناصر!

صارت أمتنا، لكثرة ما أصابها من سهام التخاذل والتقاعس والغدر والخسّة والخديعة والدناءة والخيانة، مكسراً للنصال على النصال.

أخذ الآخرون بزمام حياتنا في حاضرنا ومستقبلنا، وسرقوا أحلام أولادنا وأحفادنا، وسيطروا على حياتنا وآمالنا. تولوا مقدّرات بلادنا، وأخذوا شجر الزيتون ونفطنا، وملأوا ترابنا وسماءنا.

أريد أن أصدّق أنني من أمّة كانت خير أمّة أخرجت للناس ... وأريد أن أبقى عربياً.