بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2019 06:15ص أزيلوا الغبار عن مشاريع واقتراحات قوانين كي لا تبقى الدولة مزرعة

حجم الخط
القوانين هي المنظمة لحقوق أفراد الشعب ومصالحهم والتي يقتضي ان تكون دائماً متوافقة مع نصوص الدستور، وهي تستغرق في وضعها ومناقشتها وانجازها واصدارها الجهد والوقت والمال الكثير.

واستقلال القضاء باعتباره سلطة امر حيوي وضروري لسيادة حكم القانون والانتقال بالدولة من سلطة الميليشيات والمزرعة الى إحقاق الحق وتأمين العدالة،

أين نحن من هذه الاستقلالية ليكون القضاء سلطة تأخذ دورها الطبيعي الى جانب السلطتين التشريعية والتنفيذية؟؟

 منذ 1/7/1997 تقدم السادة النواب في حينه السيد حسين الحسيني رئيس سابق لمجلس النواب، وسليم الحص رئيس سابق لمجلس الوزراء، وعمر كرامي رئيس سابق لمجلس الوزراء، محمد يوسف بيضون وزير سابق، وبطرس حرب وزير سابق، ونسيب لحود وزير سابق، تقدموا باقتراح قانون السلطة القضائية وإيماناً منهم بأهميته القصوى للنهوض بالدولة وتحقيق العدالة ومنع الفساد، وتأكيداً للمساءلة والمحاسبة، وتجاوباً مع نضالات طويلة متنوعة قضائية وحقوقية وجامعية وحتى حزبية، اطال الله بعمر الباقين بعد وفاة الرئيس كرامي ونسيب لحود، وقد مضى على تقديمه اكثر من واحد وعشرين عاماً، لم يوضع موضع المناقشة ولم يتم التصويت عليه ولم يصدر حتى الساعة.

وهنا يطرح السؤال التالي: من هي الجهة الداخلية والخارجية التي تقف دون صدور قانون السلطة القضائية؟؟؟

داخلياً بالتأكيد الفاسدون، والناهبون للمال العام والراغبون في الاستمرار بذلك كي يبقوا بعيدين عن المساءلة والمحاسبة لما سبق ارتكابه ولما سيحصل لاحقاً غير مدركين ان هذه الجرائم لا مرور للزمن عليها،

وخارجياً كل من يريد ويرغب ويعمل ليبقى البلد مزرعة تنهار عند اول اشارة لصالح اجندته.

من اجل ذلك، ولما رأيناه في الساحات من وعي وثقافة متنوعة تتعلق بكل الاوجاع والآلام التي يعاني منها شعبنا، وفي المقدمة منها استقلال السلطة القضائية، فإن حراكنا يقتضي ان يضع من بين اولويات مطالبه اصدار اقتراح قانون السلطة القضائية المشار اليه بمرسوم اشتراعي من حكومة تمنح صلاحية استثنائية لإصدار مراسيم اشتراعية تتعلق بما طرحه الحراك من مطالب.

وعلى الجهات القضائية الحالية من: مجلس القضاء الاعلى، ونادي القضاة، وديوان المحاسبة، وهيئة التفتيش القضائي، ومجلس شورى الدولة، ومعهد الدروس القضائية نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس، وطلاب الحقوق في الجامعات اللبنانية ان يبادروا للضغط بكل الوسائل المتاحة لاصدار هذا القانون بالتعاون مع القيادات التي سيفرزها الحراك الشعبي في هذه التعبئة الثورية الناجحة. 

ودائماً نحن مع ضرورة تمتع القضاء بالاستقلال وبالحياد، والنزاهة، والتحفظ، والشجاعة، والتواضع، والصدق والشرف، والاهلية والنشاط، وعلى ان يتضمن هذا القانون كل ذلك. فإلى كل مَنْ في الساحات اليوم نقول خلاصنا وعدالتنا والحفاظ على حريتنا ومحاسبة ومساءلة الفاسدين والناهبين للأموال العامة هو الاسراع لصدور هذا القانون حيث انه خلاص للجمهورية.

فليتصدّر هذا المطلب لائحة مطالبنا

--------------

* الأمين العام السابق لإتحاد المحامين العرب