بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 أيار 2023 04:06م أي دلالات لتوقيت اختطاف المواطن السعودي؟ وهل هو رسالة لقطع التواصل وإطالة أمد الشغور؟

حجم الخط
سريعاً، كان قرار الجيش اللبناني، وبدعم سياسي على أعلى المستويات، بضرورة التحرك من أجل تحرير المواطن السعودي مشاري المطيري الذي اختطفته عصابة مسلحة ترتدي زي الجيش، بالنظر إلى تداعيات ذلك على العلاقات اللبنانية السعودية، واللبنانية الخليجية . وهكذا كان، حيث بدأ مجموعات من الجيش بعمليات تعقب واسعة للجناة في البقاع، وفي مناطق معزولة، سعياً لإطلاق سراح المواطن السعودي، واعتقال جميع المتورطين في عملية الخطف . ولذا وبعد قرار حاسم من قبل قيادة الجيش اللبناني بضرورة العمل على فك لغز اختطافه في أسرع وقت، تمكنت دورية من مديرية المخابرات من تحرير المطيري، ليل الإثنين الثلاثاء، بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية السورية، وبعد أقل من 48 ساعة على اختطافه، كما تم توقيف عدد من المتورطين في عملية الخطف.

وقد تركت السرعة اللافتة في تحرك الجيش والأجهزة الأمنية، حتى التمكن من الإفراج عن المخطوف السعودي، ارتياحاً كبيراً لدى سفير خادم الحرمين الشريفين وليد بخاري وطاقم السفارة . وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن هناك قراراً سياسياً وأمنياً، بالتصدي لأي محاولة تهدف إلى ضرب العلاقات اللبنانية الخليجية، واللبنانية السعودية تحديداً، لما لهذه العلاقات من رمزية خاصة، على ما ظهر من ردود فعل رافضة ومستنكرة لعملية الخطف التي يشتم منها الإساءة إلى هذه العلاقات، ومحاولة العودة بها إلى الوراء، بعد قرارات دول مجلس التعاون الخليجي، بإعادة وصل ما انقطع مع لبنان .

ولا تستبعد أوساط المعارضة، أن يكون الهدف المضمر من وراء اختطاف الموظف الشمري، وتالياً استهداف الرعايا السعوديين والخليجيين، محاولة ضرب المصالحة اللبنانية مع دول مجلس التعاون، بعد قرار مملكة البحرين تعيين سفير جديد في بيروت، وتوجه كل من الكويت ودولة الإمارات إلى تعيين سفيرين جديدين لهما في لبنان . كذلك فإن من أهداف عملية الخطف، إرسال رسائل سياسية مبطنة، لقطع التواصل بين لبنان وأشقائه الخليجيين والعرب، على أبواب موسم السياحة الذي تشير المعلومات بأنه واعد. ولذلك فإن المتضررين، وبحسب الأوساط، يحاولون إفشال هذا الموسم، من بوابة بيروت، وليس من أي منطقة أخرى، لترجمة المخطط الخبيث الذي يسعون إلى تنفيذه على حساب مصالح اللبنانيين .

وتسأل الأوساط عن توقيت عملية الخطف التي تعرض لها المواطن السعودي، تزامناً مع اقتراب المعارضة من التوافق مع "التيار الوطني الحر" على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، في حين يستمر السفير السعودي وليد بخاري في جهوده الآيلة إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لإخراج لبنان من مأزقه، ووضع حد للشغور القاتل الذي يهدد البلد بعواقب وخيمة . ولم يعد خافياً على أحد مدى استياء "الثنائي" من التقارب بين المعارضة و"العوني" على أزعور، لدفع رئيس مجلس النواب نبيه بري لتعيين جلسة انتخاب جديدة، من أجل إنجاز هذا الاستحقاق في أسرع وقت .

وفي المقابل، ورغم أهمية خطوة التلاقي بين المعارضة و"الوطني الحر"، فإن الشكوك لا زالت قوية، من مغبة إقدام "الثنائي" على قلب الطاولة، ورفض نتائج هذا التلاقي، ما يزيد من عمر التعطيل الرئاسي، على غرار مرحلة ما قبل انتخاب الرئيس ميشال عون، سيما وأن مؤشرات متزايدة من إمكانية حصول هذا الأمر، مع قرار "حزب الله" إطلاق النار على أزعور، واعتباره مرشح مناورة، والتأكيد على الهدف هو إسقاط المرشح سليمان فرنجية، مع ما لذلك من دلالات واضحة على أن الشغور سيطول .