بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 آذار 2021 12:02ص «إئتلاف لبنان نحو الأفضل».. وَليد طوْباوي جديد لـ«الثورة»

حجم الخط
شكلت مناسبة التحرك الشعبي الأخير الى قصر بعبدا فرصة للإعلان جهارا عن مجموعة جديدة وُلدت من رحم الانتفاضة الشعبية هذه المرة تحت عنوان «إئتلاف لبنان نحو الأفضل».

ليست المرة الاولى التي يقود هذا الائتلاف منتفضين تحت لوائه، فقد ظهر اكثر من مرة بعد انبثاقه على أثر كارثة المرفأ الأليمة، لكن المسيرة الى بعبدا جعلت منه محط الانظار وخاصة انه دعا الى مسيرة موازية نحو بيت الوسط عبر المجلس النيابي، قبل الفترة الاولى للأعياد ليستعيد من بعدها جدول التحركات.

وقد يكون انخراط مجموعات من خارج الائتلاف في التحركات التي دعا اليها وهي التي اتخذت لنفسها شعارات مثيرة للجدل، قد دفع كثيرين الى متابعة الائتلاف ومراقبته عن كثب. 

يجمع الائتلاف الجديد مجموعات عرفت منذ زمن 17 تشرين: «المرصد الشعبي لمحاربة الفساد»، «بيروت مدينتي»، «عامية 17 تشرين»، «شباب 17 تشرين»، «ثورة لبنان»، «لبنان ينتفض»، زغرتا الزاوية تنتفض»، الكتلة الوطنية»، الكتلة الثورية»، «عن حقك دافع» و«القمصان السود». مع انضمام مجموعات اخرى من الخارج مثل «لحقي» وغيره مثل الذين رفعوا الشعارات السياسية المثيرة للجدل وهي «سيادية» انضمت الى التحرك.

ويشير القيمون على الائتلاف الى انهم وجهوا الدعوة الى مسيرة بعبدا ولا يتبنون بعض ما ورد فيها من خارجه كشعارات الحياد والقرارات الدولية والهجوم على «حزب الله» في قضية سلاح المقاومة. وبذلك لا يمكن الائتلاف منع الآخرين من المشاركة من دون تبني طروحاتهم.

ويدعو أحد المنظمين هادي منلا الى عدم اتخاذ ما حصل خلال مسيرة بعبدا بمعزل عن نشاطات سابقة كان آخرها   تحركان، مسيرة وزارة الداخلية التي توجهت الى مدخل مجلس النواب، وتظاهرة وزارة الطاقة نحو ساحة رياض الصلح في مقابل السراي الحكومي، ليأتي ثم تحرك بعبدا ومن بعده بيت الوسط مرورا بمجلس النواب.

وفي تقييم اجمالي لما قاموا به، يشير الناشطون الى رضاهم عن التحركات سواء من ناحية الحضور او من حيث العناوين السياسية المطروحة وتوجيه السهام نحو المنظومة السياسية وإثارة عنوان النظام البديل في ظل انهيار الحالي في شكل كامل، وهو ما ادى بتوسل السلطة الطروحات الطائفية البديلة للبقاء على قيد الحياة.

وبذلك يكون هؤلاء قد اوصلوا رسالتهم وهدفهم الذي يجمع عليه «الثوار» هذه الايام يتمثل في حكومة انتقالية، طبعا من خارج المنظومة تحمل صلاحيات تشريعية، وتخهف الى اخراج البلد من أزمته الاقتصادية وتؤمن انتقالا سياسيا عبر انتخابات ونظام بديل وتغيير للسلطة.

على ان «إئتلاف لبنان نحو الأفضل» يعمل أساساً على تنسيق التحركات بين المجموعات ليتخذ صفة جامعة وتنفيذية، من دون ان يشكل ائتلافا سياسيا. والملح في المطالب هو تنحية رئيس الجمهورية واعتذار رئيس الحكومة المكلف واستقالة رئيس مجلس النواب، كون ثلاثتهم يشكلون عقبة امام تشكيل الحكومة الانتقالية.

معركة الرأي العام

وإذا كان الجميع يريد تمرير فترة الاعياد، فإن ذلك لا يعني توقف التحركات والمطالب في وجه عملية تفريغ سلطوية واضحة للخطاب السياسي الذي ترفعه مجموعات 17 تشرين، وكان آخرها عبر الاندساس في الحراك الذي اندلع اخيرا احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار قياسا الى الليرة اللبنانية. 

يعلم المنتفضون ان خطة السلطة بذلك تهدف الى دفع الناس الى القبول بما يحضر له اليوم كحل جزئي لتولي الرئيس المكلف سعد الحريري شؤون حكومة البلاد، تحت حجة أنها لم تعد تتحمل الانتظار والمزيد من الازمات. 

لذا كان من الاهمية بمكان الابقاء على التشبث بمبادىء 17 تشرين وان تعود الناس الى الشارع واعادة رفع الشعارات للتشديد على تذكير المعنيين من سلطة وشعب بمآل الحل ضد كل هذه المنظومة، «ونحن لا نقبل باستمرار اي منهم في الحكم كونهم مجتمعين هم من خربوا البلد ولا يستطيع من خرب ان يعيد بناء الدولة»، حسب منلا.

ويهدف المنتفضون الى تقديم شخصيات جديدة بدلا من تلك التي عهدها اللبنانيون واثبتت فشلها. ويريد الائتلاف تنفيذ «البرنامج الاقتصادي الذي ينتشلنا من مأساتنا التي نعاني منها اضافة الى الازمة السياسية وتلك الاجتماعية».

لن تتخطى الاساليب ما هو مسموحا به، ولم ينخرط الائتلاف في عمليات قطع الطرقات وان تفهّم كثيرون لذلك كونه صدر عن اولئك الذين ارادوا التعبير عن غضبهم بهذه الطريقة.

وبهذا التفاؤل الطوْباوي يدخل الائتلاف خطوته التالية اليوم الاربعاء نحو بيت الوسط، والهدف الاساسي هو «كسب معركة الرأي العام، ثم الضغط في سبيل أهدافنا واعادة تحريك الناس الى الشارع حيث الوسيلة الاهم اليوم، ومن ثم التحضير للانتخابات النقابية والطلابية وحتى النيابية، مع تنويع طرق المواجهة».

لكن وسط ذلك يعود السؤال الهام ليطرح نفسه من جديد لناحية رفض مجموعات وشخصيات هامة في الانتفاضة الانخراط في الائتلاف وغيره، ويتبعه استفهام حول سبب عدم توحيد كل الجهود طالما ان الخصومة للسلطة القائمة تجمع الكل، رغم ان القيّمين على الائتلاف عرضوا الفكرة على من هم خارجه، كما يؤكد منلا.