اقتربت الحملات الانتخابية من نهاياتها قبل دخول البلاد مرحلة الصمت الانتخابي مساء يوم الجمعة قبل يومين من موعد إجراء الانتخابات يوم الاحد في 6 ايار، لذلك ركزت الماكينات الانتخابية جهدها على عقد اجتماعات تنسيقية بين ممثلي القوى المتحالفة للاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بسير العملية الانتخابية، بعدما ادى رؤساء الاحزاب واللوائح قسطهم الى العلى في تجييش الناخبين والطوائف تحت عناوين سياسية فضفاضة وافكار مشاريع قد لا يرى الناخب منها الا النذر القليل.
ويطل الامين العام لـ «حزب الله» السيد نصر الله في الخامسة من عصر اليوم الثلاثاء عبر الشاشة في منطقة عين بورضاي البقاعية، في مهرجان انتخابي للائحة «الامل والوفاء» في دائرة بعلبك- الهرمل (عشرة مقاعد)، ولائحة «زحلة الخيار والقرار» في دائرة زحلة (سبعة مقاعد)التي يتحالف فيها الحزب وحركة امل عبر المرشح انور جمعة مع النائب نقولا فتوش والنائب والوزير الاسبق خليل الهراوي، بعدما تقرر جمع الاحتفالين للدائرتين في احتفال واحد، وهو الاحتفال الاخير للسيد نصر الله قبل يوم الجمعة.
وتدور في هاتين الدائرتين اكبر منافسات سياسية بين قوى سياسية كبيرة برغم محاولات بعض المرشحين مثل خليل الهراوي وميريام سكاف «تمثيل زحلة بقواها الذاتية من شخصيات عائلية تدعمها الاحزاب وليس بتحالفات احزاب لا يعرف احد الى اي اجندة تقود زحلة واهلها»، كما قال احد المرشحين المستقلين. لكن يبدو ان ضرورة تحالف القوى المسيحية الزحلية المستقلة مع قوى حزبية سنية وشيعية فرضت تحويل معظم اللوائح الى لوائح تحالف احزاب ومستقلين.
واكدت مصادرلائحة «الامل والوفاء» في بعلبك- الهرمل التي تضم تحالف «امل وحزب الله وجمعية المشاريع (الاحباش) والحزب القومي»، ارتياحها الى سير التحضيرات للانتخابات وللنتائج المتوقعة منها، حيث رجحت فوز اللائحة بثمانية مقاعد من عشرة، مشيرة الى ان جهد لائحة «الكرامة والانماء» التي تضم «المستقبل والقوات» ويحيى شمص ومستقلين، سينصب على جمع حاصلين او ثلاثة لتحقيق فوز المرشح الماروني انطوان حبشي واحد المرشحين السنيين(حسين صلح او بكر الحجيري)، الى جانب سعيها لجني حاصل ثالث لمرشح شيعي لاسقاط مرشح اللاحة المنافسة اللواء جميل السيد، لكنها ترى ان هذا امر شبه مستحيل، حيث سيكون الحاصل الانتخابي مرتفعا جدا بحيث يصعب على لائحة «القوات والمستقبل» الحصول على اكثر من حاصلين في احسن الاحوال.
بالمقابل، تراهن مصادر لائحة «الكرامة والانماء» على احتمال الخرق بمقعد شيعي اضافة الى السني والماروني، اذا احسنت العمل برفع الحاصل الانتخابي والاستفادة من جو بعض المعترضين على إداء «امل وحزب الله»، مشيرة الى ان المقعد الماروني مضمون للمرشح حبشي بينما المقعد السني ينتظرقرار تيار المستقبل خلال يومين لمن سيعطي الصوت التفضيلي الحجيري ام صلح لضمان فوز احدهما.
الى ذلك، تضم لائحة «المستقلة» تحالف التيار الوطني الحر والوزير الاسبق فايز شكر وعدد من المستقلين وهي تراهن على الخرق بحاصل ونصف اواكثر قليلا.
وفي زحلة حيث تدور معركة انتخابية حامية بين اربع لوائح قوية، رجحت مصادر لائحة «الخيار والقرار» حصولها على ثلاثة مقاعد من سبعة، مقابل ثلاثة مقاعد للائحة «زحلة للكل» التي تضم تحالف «التيار الوطني الحر وتيار المستقبل»، بينما يبقى مقعد واحد للائحة «زحلة قضيتنا» التي تضم تحالف «الكتائب والقوات اللبنانية»، أولائحة الكتلة الشعبية برئاسة السيدة ميريام سكاف، علما ان المجتمع المدني يخوض المنافسة ايضا بلائحة «كلنا وطني» ويعوّل على الحصول على مقعد نتيجة اجواء التردد والانقسام التي تسود الناخبين الزحليين.
لكن اوساط لائحة «زحلة للكل» ترجح فوزها بثلاثة مقاعد إن لم يكن اربعة مقابل مقعد واحد لكل من اللوائح الثلاث الاخرى، ويبقى مقعد واحد متأرجحاَ بينها. بينما ترجح لائحة «الكتلة الشعبية» فوزها بمقعدين وكذلك لائحة «الكتائب والقوات».
واللافت للانتباه في دائرة زحلة ان حزب «الطاشناق» الذي «يمون» على أغلب اصوات الارمن يقول ان ليس له مرشح في زحلة على اي لائحة، بينما تفيد مصادر اللوائح ان قاعدته مترددة وان الحزب لم يعطِ رأيا واضحا خلال التفاوض على تشكيل اللوائح، وإن كان اتجاه الحزب هو لدعم المرشح الارمني على لائحة ميريام سكاف، كورك بوشكايان.