في يوم 6 كانون الأول ذكرى مولد المعلم كمال جنبلاط، وفي الذكرى المئوية لقيامة لبنان الكبير التي يرغبون الإحتفال بها في العام القادم، لا بد أن نؤكد بأن التناقضات التي تحدث عنها في حياته بقيت قائمة حتى بدء الثورة في 17 تشرين الأول من هذا العام، ونقصد بهذه التناقضات في المجتمع اللبناني بين شعور الإنتساب الى لبنان الكبير وشعور الإنتساب للبنان الصغير، وبين طائفية الماضي وقومية المستقبل، وقد وضع الحراك لها حداً حاسماً لا يمكن الرجوع عنه، وذلك للروح الوطنية الواحدة التي ولدت من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب في تعبيرها عن آلام الناس ووجعهم، وفي توجهها الى الطبقة الفاسدة التي تولت البلد منذ ما بعد الاحتراب الذي حصل بين فئاته في نهاية القرن الماضي، وكذلك في المطالبة في محاسبتها ومساءلتها وإسترجاع الأموال المنهوبة وفي الإصرار على إستقلالية القضاء، وحماية الموارد الطبيعية والبيئية من التدمير الممنهج الذي مارسته هذه الطبقة بصورة مباشرة وغير مباشرة، وفي المنادات بالحماية الإجتماعية بكل تنوعاتها.
يتشبثون اليوم بدون طائل بذات الأسلوب في إعادة تكوين السلطة التنفيذية لكنهم لن ينجحوا هذه المرة حيث إن الثورة تخطتهم الى غير رجعة.
نقول لك أيها المعلم الكبير بأن تحالف الشؤم كما سميته سُيهزم حيث ما زالوا على ما هم عليه كما قلت عنهم في العام 1962.
«كل في النهاية يدافع عن مصالحه وعن ماله، وعن نفوذه ومطامعه وإقطاعه وعن الإحتكار الذي لا يتعدى بضعة الوف أو بضع مئات من الثروات والأشخاص».
إن الثورة أيها المعلم مُصرّة على الإصلاح الحقيقي بدءاً من تطهير الإدارة والسياسة من أرباب الفساد العابثين بها.
ستبقى تعاليمك وأفعالك معيناً دائماً نغرف منه حتى تحقيق أهداف هذه اليقظة الوطنية الشاملة.
* الأمين العام السابق لإتحاد المحامين العرب.