مع نهاية هذا الاسبوع، ودّعت منطقة الزيدانية وأهاليها وسكانها وبيروت المحروسة السيدة الجليلة الحاجة نظيرة شبارو حرم المرحوم الحاج رفيق شبقلو (أبو أنيس)، والداها الحاج توفيق شبارو والحاجة صبحية عليوان، شقيقاها الحاج كامل شبارو رئيس مركز النافعة في بيروت سابقا، والشهيد محمد شبارو شهيد فلسطين وعروبة لبنان.
وافتها المنية أثر حالة صحية طارئه ووريت الثرى بجبانة الباشورة. لقد أحدثت وفاتها صدمة كبيرة وحزنا وأسى عميقا لدى أبنائها والأهل والجيران وكل من عرفها. لقد ورثت عن والدتها المبادئ الإيمانية الإسلامية والقيم العربية الأصيلة التي تأصّلت بعائلات بيروت المحروسة خُلقا ومسلكا وآدابا، وصلة الرحم والتضامن العائلي والاحترام الجم للزوج، والابن والأخ والجار.
امتازت المرحومة برحابة العقل وسداد الرأي وآداب الحديث والمجالسة وحسن التربية وسعة الإطلاع بالشأن العائلي والعام وصدق القول والدعوة للتصالح والود والمحبة والاحترام في التعامل والتواصل. وكانت أمّا مثالية ومربّية ومعلمة لأبنائها وناصحة للفعل الحسن والتعاون على البر والتقوى. كانت امرأة صابرة محتسبة ومتوكلة وذاكرة على الدوام الله تعالى ومؤدية الصلوات بأوقاتها وتلاوة القرآن الكريم أناء الليل وأطراف النهار، لقد سجلت في صبرها الجميل واحتسابها الى الله تعالى بما أصابها من بلاء وبلاء المثل والمثال الطيب للأم المؤمنة فأصيبت بحياتها بموت ثلاثة من أبنائها تباعا: الابن البارع مصطفى المتوسط اخوته عمرا والذي اشتهر بمهنته بدون معلم وإنما بالفطرة والذكاء في بيروت وباريس وفي عواصم عربية أخرى، ثم الابن الأكبر أنيس، ثم الابن الأصغر ابن الأربعينات أحمد، رحمهم الله وأطال الله في عمر الباقين. إنّا للّه وإنّا إليه راجعون.
يا أم الصابرين، يا حاجة بيت الله وحائزة رضا الوالدين ومحبة واحترام الزوج رحمه الله والأخ والأخوات والأبناء والأحفاد، كلنا ندرك أيتها المرحومة الفاضلة ان الموت حق وكل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. سيبقى حضورك يافعا بيننا متّشحا بالإيمان والمبادئ والقيم والتي ندعو لبناتنا وأجيالهم السير على نهجها وطريقها وبذلك يكون الفوز الكبير في الدنيا والآخرة.
لك يا أم الصابرين كل الرحمات من الله تعالى وفي جنات الخلود مقامك ان شاء الله. والله أرحم الراحمين.