بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 أيلول 2021 12:02ص إلى رياض الجنة يا رياض الخير

حجم الخط
خسر لبنان فارساً من فرسان مسيرة أعمال البر والخير بغياب الحاج رياض عيتاني الذي باغتته المنية وهو في مكتبه يُعد لوائح الأسر المتعففة والعائلات المحتاجة، لإيصال المساعدات المناسبة لمستحيقها في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية.

لم يكن يعرف الراحة، ولا يتجاوب مع نصائح الأطباء بضرورة مراعاة وضعه الصحي، وتجنب الإرهاق في عمله. فكان دائم التحرك بإتجاه المناطق الأكثر عوزاً، من عكار شمالاً إلى صيدا وشبعا جنوباً، مروراً بإقليم الخروب، ووصولاً إلى البقاع الغربي وبعلبك شرقاً.

ترأس هيئة الإغاثة الإسلامية في دار الفتوى في السنوات العجاف، وقبل أن تشتد وطأة المحنة الحالية، التي ضربت الطبقة المتوسطة، وضاعفت معدلات الفقر التي بلغت مؤخراً أكثر من ٧٠ بالمئة من الشعب اللبناني.

لم يكن يردّ طلباً لأصحاب الحاجات الملحّة، حيث كان يسارع إلى تقديم المساعدات الغذائية، وتوفير الدعم للأقساط المدرسية، وتأمين القرطاسية اللازمة لتلاميذ المدارس الرسمية، ويسعى للحصول على الأدوية الضرورية للمرضى المحتاجين، فضلاً عن المساهمات المالية الصامتة للعمليات الإستشفائية.

جولاته في المناطق الفقيرة تحولت إلى زيارات دورية ومنتظمة، حيث كان أهالي القرى المحرومة من أبسط رعايات الدولة العلية، ينتظرون إطلالات حامل الخير والفرج بفارغ الصبر، للتعويض عن الغياب الفادح للدولة ومؤسساتها عن مناطقهم.  

وعندما كان يُسأل عن مصادر تمويل حملات الخير، كان يكتفي بالقول: الدنيا لم تخلُ من أهل الخير، وقرش الفقير ربنا يبارك فيه لأصحابه المؤمنين بوصايا التكافل والتضامن مع المستحقين لكل أنواع الدعم والمساندة.

رحل الحاج رياض عن هذه الدنيا الفانية حاملاً معه زادة لا تنضب من أعمال البر والخير والتقوى التي كان يقوم بها مرضاة لرب العالمين.

إلى رياض الجنة يا رياض الخير.