بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 حزيران 2021 12:01ص إنقاذ الأوطان بالصراحة لا بالتكاذب

حجم الخط
أقرب وأقصر طريق للوصول الى الحقيقة وحلّ قضايانا الكارثية التي تعمّ كثير من الأنظمة العربية ومنظومة الحكم فيها هو غياب الصراحة بحقائق الأمور وكشف المسكوت عنه من صفقات وتفاهمات وإجراءات تجري سرا وعلنا مع أعداء الأمة العربية، دون وازع من حياء ومن ضمير وتجاوزا لكل حق وقانون، ودين وشريعة.

بالصراحة لا بالتكاذب السياسي، والتحايل، ووسائل الخداع الذي فاق ما جاء به ماكيافيللي في الوصول الى السلطة وطريقة الحكم الذي أدّى ويؤدي الى ما نحن فيه من حال بلبنان وأقطار عربية أخرى، حروب أهلية مدمرة، واقتتال غير مبرر بين السلطة والمواطنين وانتج الفقر والمجاعة، والفوضى والضياع وتفاقم الأوضاع المالية والاقتصادية، والاجتماعية وشل نواحي الحياة وتعطيل المؤسسات والدستور وكمّ الأفواه وقمع الحريات: حرية الرأي والتعبير وسواها، وترك الأمر لزبانية كل فريق من الذين نصبوا أنفسهم فقهاء للحاكمين ومبررين لاخفاقاتهم وفشلهم في إدارة البلاد وشؤون الأوطان والعباد وكم كان حراك الشعب اللبناني العفوي الذي انطلق في الساحات والميادين في 17 تشرين 2019 صائبا ومحقا ورفع المطلب الحازم «كلن يعني كلن» وضرورة تعميمه على أنظمة عربية أخرى ممن أضاع البوصلة بين العدو والصديق وفرّط بمصالح الأمة ووجودها وثرواتها ومواطنيها لمصالح شخصية وعائلية وسلطوية.

لبنانيا نرى نماذج وصورا قائمة تكادان لم يجر تدارك الأمر عاجلا لا آجلا زوال الوطن برمّته وتقسيمه وتفتيته ونحر مقوماته بين أفراد الطبقة المتحكمة غصبا وبين أحزابها وتحت غطاءات مصطنعة طائفية ومذهبية واثنية واقلوية وبأسانيد قوة أجنبية مما يعيد البلاد الى زمن الانتدابات والوصايات والقواعد العسكرية المتعددة الجنسيات.

بأيديكم غير النظيفة خنقتم الدولة اللبنانية التي هي ملاذ اللبنانيين وأمنهم، حاضرهم ومستقبلهم وهذا سقوط فعلي للطبقة المتحكمة بمقدرات الوطن وحياة المواطنين، لقد نسبتم لأنفسكم القوة تجاه الوطن الذي عبثتم به وبمؤسساته وتجاه الشعب وسيادته وكانت نتيجة ادّعاءاتكم إنهيار الوطن ماليا واقتصاديا وقضائيا وطغى الفساد والافساد وعمّت المجاعة الشعب اللبناني كله وأنتم ومن معكم تكابرون وتضللون وكأن البلاد باتت لكم ولزبانيكم.

الحقيقة تحرر، لكن لا أحد منكم يريد أن يتحرر من ارتكاباتكم النكبوية للبلاد والعباد، الأحقاد تجاه بعضكم البعض لا تنطفئ نارها وشقاء الناس وإذلالهم وجوعهم وموت المواطنين من الوباء القاتل وهجرتهم البلاد لا تعنيكم ومن أجل مَن ولحساب أي أشخاص لا يساوون في الحساب الوطني مقدار ذبابة تجاه الوطن والمواطنين؟! وصدق من قال: ان العبيد لا يقدرون إلا على حمل الأحجار بينما الأحرار هم الذين يحلقون في آفاق السماء.

هذا في لبنان، أما عربيا وبنفس الصراحة فحال بعض دولها أكثر سوءا وليس الآن وقت استعراضها، فالذهاب الى الملحمة البطولية للشعب الفلسطيني البطل في القدس وغزة وغيرهما حيث الاحتلال الإسرائيلي قد أدهش شعوب العالم أولى بالحديث والتهنئة والتبريك والفخر والاعتزاز لهم ولكل من قدّم الدعم والمساندة والتأييد ورفع الصوت بإعادة الحق الى أصحابه الشرعيين، فالقدس كانت وستبقى عربية وعاصمتها القدس والمسجد الأقصى وبيت لحم وكنيسة القيامة، فهل يستفيق من جديد ممن غفل عن هذه الحقائق وأخذته الأوهام الى الضلالة والضلال وغضب الرحمن الرحيم؟!

ان تلاحم الشعب الفلسطيني ومنظماته الفدائية داخل فلسطين وإيمانه الراسخ ان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وان كل المفاوضات والاتفاقات مع المحتلين الصهاينة وكل التطبيع معه مع تعدد أشكاله وفحواه وموقعيه لن يزيد عن الصفر في حركة النضال الشعبي وبمواجهة كل المحتلين والمستعمرين انها دروس التاريخ القريب والبعيد، فهل يتعظ المتورطون الغافلون عن الحقيقة؟