بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آب 2022 08:12ص ابحثوا عن أسباب الأزمات في لبنان

حجم الخط
أيُّها اللبنانيّون، أنتم ونحن محاطون بجماعة سياسية لها سوء التقدير والتقييم، وهي عملياً من أكثر أسباب أزمات لبنان المتلاحقة على كافة المستويات، وخاصة في حالة الإستحقاق الرئاسي المنتظر، والناشئ عن حالة الإفراط في الثقة غير الواقعية التي تُمارسها بعض سلطات الأمر الواقع المدعومة من مرجعية سياسية باعت وإشترت وخانتْ... حتى هي فعلياً تُمارس عملية خداع الذات بالتفوّق... فضلاً عن سوء تقدير قدرات الطرف الآخر ونحن ركن أساسي من هذا الطرف وإنهم يُقلِّلون من شأننا ولا يعترفون بوجودنا ويُحاولون أن يُقرِّروا عنّا فيما خصّ الإستحقاق الرئاسي، وهذا موضوع لن يمُّرْ مرور الكرام... ودعوني أقول للمتبجحين إنكم في مرحلة سوء التقدير للمواقف التي نعمل على تحقيقها.
أيُّها اللبنانيّون، إنّ الأزمات التي نتخبّط فيها هي نتاج عوامل أدّتْ إلى حدوثها، وأسباب نشوء الأزمات في لبنان قد يكون وفق علم السياسة ناتجاً من جهتين وهما أسباب من البيئة الخارجية سواء أكانت إقليمية أو دولية وأسباب من البيئة الداخلية. إننا في أزمات طارئة حدثت بطرق لا يمكن توصيفها بأنها مفاجئة بل هي نتيجة تراكمات في المنظومات السياسية التي إنتهجتْ إبّان الحرب، وهي عملياً نتيجة قراءة خاطئة لبعض الأحداث قِرِأًتْ إمّا عن طريق الخطأ وإمّا عن سوء تقدير وفي كلا الحالتين وصلنا إلى الهلاك ولا حاجة لتوصيف الحالة التي نحن فيها. نعم نحن في أزمة سياسية تسبّبتْ بحدوث خلل في الممارسة السياسية التي تقوم بها جماعة السياسة في لبنان وهذا الأمر يتطّلب إيجاد الحل بشكل فوري.
أيُّها اللبنانيّون، تتمثل العوامل التي تسببت بالأزمة اللبنانية في البيئة الداخلية فيما يلي: لقد تسرّعت الجماعة السياسية عندنا في التسرُّع في إتخاذ القرارات وبالتالي قامت هذه المجموعات السياسية بإتخاذ قرارات بشكل خاطئ وغير دقيق وقد يكون وفق تحليل منطقي أحد أسباب زيادة الأزمات وليس التخلُّص منها. إنّ الجماعة السياسية عندنا لها دور كبير في حدوث الأزمات، فبعضهم لا يكون لديه القدرة على التعامل مع أي مشكلة حتى ولو كانت هذه المشكلة تتسِّم بالبساطة، ولا تملك القدرة على إتخاذ أي قرار سليم وبالتالي يكون سبباً من أسباب نشوء الأزمات.
أيُّها اللبنانيّون، هناك نوع وللأسف يُصنّف بـ«ضعف القادة» فبعض الجماعات السياسية عندنا تعاني من ضعف الفكر السياسي والمرونة الدبلوماسية، ونقص في الإمكانيات التفاوضية المتميّزة وحتى في إمكانية التواصل مع الجمهور، وهذا الأمر يُعتبر أهم أسباب ظهور الأزمات حيث يفتقر الشعب إلى مسؤول يشرح له خطورة ما يمُّرْ به الوطن والإستحقاق الرئاسي، وأكثر من ذلك تُراهن الجماعة السياسية على إستمرارية الأمور على ما هي عليه ولنقلها بصراحة تعمل على تأمين إمتداد لعهد سلّم الوطن بكل مكوّناته للغريب مقابل أن يجلس على كُرسي رئاسي فارغ ولينتهي بكلمة: «ما خلّـــونا»... والأنكى من كل ذلك لا تواصل بين المكوّنات المعارضة لكي تجتمع على موقف موّحد من الإستحقاق الرئاسي، وهي عملياً تبيع وتشتري وترهن شعبها ووطنها وتدّعي العفّة في السياسة، وتُكثر من الإطلالات الإعلامية بغية أمرين: الأمر الأول إيهام الرأي العام أنها تُعالج موضوع الإستحقاق الرئاسي تحت عناوين إنقاذية وهي عملياً تستسلم وترتهن. الأمر الثاني تُحاول جاهدة إيهام المجتمع الدولي أنّ لديها القدرة على قول الكلمة الفصل في هذا الإستحقاق، ولكن الواقع يدحض هذا الأمر.
أيُّها اللبنانيّون، الأزمة اللبنانية ظاهرة جديدة لم يعرفها الواقع السياسي ماضياً، لم يعرفها نعم وإستطراداً كان هناك: ريمون إده، كميل شمعون، صائب سلام، عبدالله اليافي، صبري حماده، كامل الأسعد، نصرالله صفير، الأباتي شربل القسيس، الأباتي بولس نعمان، شفيق الوزّان، سليم الحص... وإنْ أردتُ ذكر الكُل فاللائحة تطول ولا تتسّع لعمالقة السياسة في لبنان. لقد وصلنا إلى مرحلة حرجة تُنذر بالإنفجار في العلاقات الطبيعية بين اللبنانيين وبين لبنان والعالم، وتشكِّل طوراً متقدماً من أطوار الصراع بين لبنان والعالم والذي بدأ بتحدّي العالم من ضمن منظومة سياسية تدّعي حماية لبنان بينما هي علمياً ستقضي في حال إستمراريتها على ما تبقّى من كيان لبناني. وعلى رغم من تعدُّد الإجتهادات لا بد من أن نبحث عن أسباب الأزمات في لبنان لنراها بالعين المُجرّدة في كل من توالوا على السلطة في لبنان، لهذه الأسباب نحن بحاجة لى الحسم والتغيير.