بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 أيلول 2022 08:07ص اتفاق الطائف ليس على المشرحة

حجم الخط
محمد زهير دندن

اتفاق الطائف ليس ملكاً لمكوّن أو زعيم أو رئيس أو مسترأس لتعديله أو إلغائه..
اتفاق الطائف ليس صدفة في غفلة من الزمن ليُمحى وكأنه لم يكن..
اتفاق الطائف ليس لائحة نقاط تُنتقى غب الطلب وتستعرض على الإعلام ومواقع التواصل كأنها الحقيقة المطلقة..
اتفاق الطائف ملك لأكثر من مئة ألف قتيل وضحية، مقاتلين ومدنيين..
اتفاق الطائف ملك لأكثر من ثلاثماية ألف جريح..
اتفاق الطائف ملك لآلاف المفقودين الذين لليوم لم يعثر لهم على أثر..
حرب أهلية أحرقت البلاد وشرّدت العباد، خراب ومآسٍ لا زالت لغاية اليوم تقض مضاجع جيل الحرب الأهلية..
اتفاق الطائف هو من صلب الحمض النووي لوطننا لبنان..
وضع دستور الجمهورية الثانية..
كرّس هوية لبنان العربية، أرساه وطناً نهائياً لجميع أبنائه..
أرسى المناصفة والتقسيم العادل بين مكونات البلد الواحد..
اتفاق الطائف، وبالنتيجة دستور الجمهورية الثانية، ليس اليوم على المشرحة، فليُطبّق، وتُلغى الطائفية السياسية، وتُجرى الانتخابات على أساس الدوائر الكبرى وخارج القيد الطائفي، وليشكّل مجلس الشيوخ حيث تستعرض الطوائف همومها وتطلّعاتها، ومن ثم، وبعد كل ذلك، تبحث الأجيال القادمة إذا ما كانت الجمهورية الثانية لا زالت صالحة أم انه حان الوقت لدستور الجمهورية الثالثة.
الى الرؤساء والمسترئسين،
الى بعض الأحزاب والمكونات الطائفية، بالأصالة كانت أو بالوكالة،
لبنان لن يدفع مرة أخرى ثمن حروبكم وأجنداتكم الاقليمية ومطامحكم الشخصية المريضة.
لبنان ليس ملكاً لكم لتحرقوه، تسرقوه وترهنوه خدمة لمشروع إقليمي توسّعي غريب عن العرب والعروبة ودخيل على أصل وجوده.
لبنان وطن عربي نهائي لجميع أبنائه.
سيبقى بعد ما ترحلون، وسيقوم من تحت الرماد بعد أن يكون الزمان قد طوى هذه الصفحة السوداء من أيام حكمكم واستبدادكم وقمصانكم.