بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الثاني 2022 12:02ص ارتباط تلوث المياه الجوفيّة بمكبات النفايات

حجم الخط
تلبي المياه الجوفية احتياجات مياه الشرب لأكثر من 50 في المائة من سكان دول العالم، ويمكن لتلك المياه ان تلوث في حال اختلطت فيها العناصر التي تعتبر من صنع الانسان مثل اصلاح الطرق والمواد الكيميائية والبنزين. ان مدافن النفايات تعتبر من المصادر الهامة لتلوث تلك المياه، لكن الشكوك حول هذه النظرية والوصول الى نفيها من قبل قسط هام من الباحثين تجعل الاجابة بنعم تحتم علينا اثبات صدقية تلك النظرية. 

تؤثر مدافن النفايات على المياه الجوفية من خلال تشكّل العصارة أو ما يطلق عليه الناس حساء القمامة وعادة ما تتجمع النفايات السائلة من مدافن النفايات حتى لو كانت بكميات صغيرة. وهناك أيضاً مكان للراشح القادم من المطر لذا نرى دوماً شكل من أشكال المكون السائل في كل صلب نفايات ويمكن اعتبار أنّ هذا المكوّن السائل «الراشح» هو الذي تنتجه العصارة وهو مركب قابل للذوبان في الماء يتم استخراجه من تركيبة النفايات وهذا الراشح مكوّن من الكالسيوم والكلوريد والمغنيزيوم والكربونات والنيتروجين والنحاس والنيكل والرصاص وبينما يشكل بعضها جزءاً طبيعياً من المياه الجوفيّة، فإنّ العصارة تمنحها امدادات بتركيزات كبرى ما يجعلها تفقد كل مقوماتها الصحية، وفي المقابل يجب أن لا يغفل عنّا أنّ المادة المرشحة تحتوي على ملوّثات خطيرة مختلفة كالمعادن الثقيلة والمواد العضوية المتطايرة مثل اللجنين والتانيك. تنتج مكبات النفايات العصارة التي تلوث المياه الجوفية وتجعلها غير صالحة لاستخدام البشر. ورغم ذلك حريّ بنا أن نتعلم أن هذه التأثيرات تعتمد على عوامل عدّة وهي: 

عامل عمق الجدول المائي فإذا كان بشكل عام منخفضاً فهناك خطراً أقل للتكرير، وذلك نظراً أنه من المرجح أن يتّم ترشيح الملوثات قبل بلوغها المياه الجوفية وعندها يكون شرب تلك المياه مرتفعاً، يكمن هنا الخطر المتزايد الذي يُحدث التلوث. 

وعادةً كلما ارتفع مستوى الملوثات ازداد خطر التلوث، بينما كلما انخفض التكرير زادت صلاحية المياه الجوفية.  أمّا بالنسبة الى سميّة الملوّث، فإذا كانت المادة المرشحة شديدة السميّة فمن الطبيعي أن يكون منسوب التلوث مرتفعاً، اما اذا كانت ضارة يتم تقليل التلوث. 

وكلما زادت مسامية المنطقة زادت احتمالية التلوث لإحساء القمامة ستجد طريقها الى المياه الجوفية بشكل اسرع من أي وقت مضى. 

اما بالنسبة الى نوع المنطقة فيمكن ادراجه في غاية الأهمية ايضاً لأن نوع المنطقة غالباً ما يحدد درجة التلوث، فإذا رشحت المواد الطينية الملوثات بشكل أفضل يمكن القول أن احتمال وصول الملوثات الى المياه الجوفية ستقلّ، مع العلم أن المياه الجوفية محرك داخل الصخور والتربة وهذا من خلال عمود، لذلك عندما تتحرّك المياه الجوفية تحت مكب النفايات تكون احتماليّة التلوث نسبتها أكبر.

أما عن آثار تلوث المياه الجوفية، فتلوث العصارة الكثير من المخاطر الصحية حيث تحتوي العصارة أحياناً على تلوث برازي. وفي المقابل يمكن أن يؤدي ذلك الى الاصابة بمشاكل مختلفة مثلا التهابات الكبد والكوليرا والدوسنتاريا والتسمم، والأسوأ من ذلك أن هذه التأثيرات قد لا تظهر في البداية وتؤدي الى عاقات خلقية وأمراض خطيرة أخرى مثل متلازمة الطفل الأزرق، وهناك أيضاً ارتباط بين تلوث المياه الجوفية والسرطان وقد تساءل البشر، هل أن تلوث المياه الجوفية بواسطة مدافن النفايات يعتبر مؤهلاً للتلوث البيئي؟ بالطبع فإن تلوث المياه الجوفية يعتبر شكلاً من أشكال تلوث المياه، كما تلوث مدافن النفايات المياه الجوفية، وهذا يعني ضمناً وعلناً حالة من التلوث البيئي.