حسنٌ أن تنتفض الطائفة السُنيّة ولو متأخرة سنوات عدّة، وأن تغضب (لكن بشكل مُحقّ) لكرامتها فيما يمسُّها ويمسُّ رموزها وشخصياتها.
مؤخراً ارتفعت الأصوات منددة ببيان رئاسة الجمهورية الذي ورد فيه تعبير «استدعاء الرئيس نجيب ميقاتي لتكليفه بتشكيل الحكومة» واعتبرته تصرفاً مُستهجناً ومرفوضاً ويُسيء إلى الطائفة السُنيّة الكريمة وإلى مقام رئاسة الحكومة... و«يا غيرة الدين»!
لكن فات الغاضبين المُنتفضين أن هذا هو النصُّ الرسمي المعتمد في حالات تكليف الحكومات الجديدة، وهذه أمثلة عديدة عنها خلال أربعة عهود سياسيّة!
فقد ورد في بيان صادر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بتاريخ 24 تشرين الأول 1996: «استدعى الرئيس الهراوي عند الخامسة والدقيقة الخامسة والعشرين دولة الرئيس رفيق الحريري وكلفه تشكيل الحكومة الجديدة».
وفي بيان صادر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بتاريخ 12 كانون الأول 1998: «استدعى فخامة الرئيس اميل لحود الدكتور سليم الحصّ وكلفه تشكيل الحكومة الجديدة».
وفي بيان صادر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بتاريخ 23 تشرين الأول 2000: «استدعى فخامة الرئيس اميل لحود دولة الرئيس رفيق الحريري وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة».
وأيضاً في بيان صادر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بتاريخ 6 نيسان 2013: «استدعى فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان عند الساعة 13,30 تمام سلام وكلفه تشكيل الحكومة».
ومثال آخر، أعلنت المديرية العامة في رئاسة الجمهورية اللبنانية بتاريخ 23 تشرين الأول 2000: «استدعى الرئيس العماد ميشال عون رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة».
يا سُنّة هذه الأيام البائسة... تهتاجون وتبكون دوراً وموقعاً لم تحافظوا عليه كالرجال!