بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الأول 2020 12:02ص اعتراف لبنان العلني.. عبر ثنائية أمل - حزب الله.. بدولة إسرائيل في تعابير الرئيس نبيه برّي

حجم الخط
لا شك أن مؤتمر الرئيس نبيه بري الصحافي بخصوص ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل فتح آفاقاً جديدة في الصراع اللبناني - الإسرائيلي. وهو قد يكون ساهم في نزع أكثر من فتيل للتفجير في المضمون، بالإضافة إلى إنجازه خطوة جديّة تسمح للبنان ببداية استخراج نفطه، كما ألمح إليه الرئيس بري في مؤتمره. ولكنه، كرّس أيضاً مضامين جديدة انطلاقاً من الشكل، ومن التعابير التي اختارها بدقة، وبإدراك تام الرئيس المحنك وذو الخبرة الطويلة في السياسة وفي الديبلوماسية.

فالرئيس بري استعمل كلمة إسرائيل عدة مرات في مؤتمره، وليس فلسطين المحتلة، وهو عمد الى توقيع الاتفاق الإطار بإسم لبنان مع إسرائيل. وهو اعتراف رسمي بدولة إسرائيل. فلا يفاوض أحد رسمياً، وبالمباشر مع «دولة»، لترسيم الحدود معها، إذا كان لا يعترف بوجودها. وعلى الرغم من أن مفاوضات الرئيس بري مع الأميركيين سابقة بعشر سنوات للتطبيع العربي الجديد، إلا أن الفارق الزمني بين إعلان هذا الإتفاق وبين إعلان التطبيع الاماراتي والبحريني ليس بريئاً، من جهة الأميركي والإسرائيلي على الأقل، وبإدراك الرئيس بري لذلك. وبالتأكيد، فإن توقيت إعلان الاتفاق، جرى بتنسيق وثيق للرئيس بري مع حليفه حزب الله ومع الحليف الإيراني. ما يعني أن اعتراف حزب الله بدولة إسرائيل، بمباركة إيرانية، أصبح واقعاً، من دون أن يعني ذلك تخلّيه عن إرادة تدميرها!

ولا يعني هذا الاعتراف، وقف العداء لإسرائيل، ولا تطبيعاً بعد! ولا يعني تبادل سفارات وما يتبعها. ولكنه أقرّ بشكل علني بوجود دولة إسرائيل وبضرورة التعاطي معها، لمصلحة لبنان! ويجب الأخذ أيضاً برمزية كون الرئيس بري من الطائفة الشيعية، لأن إعلان مثل هذا الاتفاق من أي ممثل للطوائف الأخرى كان سيستتبع تخويناُ من الثنائي وجمهوره! على أي حال، ينسحب هذا الاعتراف الآن على رئيس الجمهورية المرحّب، وعلى رئيس الحكومة «الراضي» بدليل سكوته. ولا شك أن لبنان يدخل بذلك مرحلة جديدة، على أمل أن يؤدّي فتح باب استخراج النفط على الأقل الى دخول نور مالي بعيد الأمد الى نفقه المظلم، قد يساهم باخراجه من جهنم! ولما لا، قد يؤدّي أيضاً الى استكمال ترسيم الحدود مع «الشقيق» السوري!

* صحافي وناشط سياسي