بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الثاني 2022 12:02ص الأجدى اقتصار الحوار بين عون ونصر الله!

حجم الخط
طالعنا رئيس الجمهورية ميشال عون بإيحاء مكشوف من وريثه السياسي النائب جبران باسيل، بفكرة عقد طاولة حوار وطني، قبل تسعة اشهر من انتهاء ولايته المشؤومة، وحدد جدول أعمالها، بثلاثة مواضيع ومسائل، اولها طرح موضوع تطبيق اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، وثانيها الاستراتيجية الدفاعية وثالثها،خطة التعافي الاقتصادي. 

لماذا اختار عون التوقيت الاخير من ولايته للحوار؟

في الترويج لطاولة الحوار، يسوِق الفريق العوني مبررات دعوة رئيس الجمهورية، بأنها لانقاذ لبنان من ازمتة ووقف حالة الانهيار التي باتت تهدد حياة اللبنانيين، بعدما بلغت الازمة المعيشية والاقتصادية حدا لايطاق،واصبحت ضاغطة من كل النواحي.

الصحوة العونية للحوار، تأخرت كثيرا عن موعدها،وعندما كان الأمر مؤاتيا، ويتطلب اجراء حوار وطني، شكلت مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لانقاذ لبنان، فرصة نادرة ومهمة، لجمع كل الاطراف السياسيين حول طاولة مستديرة، شبيهة بطاولة الحوار الوطني، او اهم منها،يلتزم بموجبها الجميع بمقتضيات الحل ويعملون على تنفيذها،انشغل رئيس الجمهورية وفريقه السياسي بالتناغم مع حليفه حزب الله، بوضع العراقيل امام المبادرة ، لإفراغها من مضمونها وتعطيل تنفيذها.

اكثر من سنة ونصف اهدرها رئيس الجمهورية ووريثه السياسي مع حزب الله هباء،تحت عناوين وشعارات وهمية، للتملص من تنفيذ المبادرة الفرنسية، بدأت اولا بافشال متعمد لمهمة السفير مصطفى اديب بتشكيل حكومة اخصائيين تتولى مهمة تنفيذ خطة الإنقاذ المطلوبة،ثم استتبعت بمسلسل خبيث لتعطيل مهمة الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة اخصائيين مماثلة.لماذا؟لأنها ببساطة، لم تلحظ دورا رياديا لباسيل فيها، تطلق يداه بحصة وزارية وازنة في الحكومة العتيدة،كما كانت في الوزارات السابقة، وتعيد تلميع صورته كما كانت قبل انتفاضة تشرين الاول عام ٢٠١٩. 

اليوم وبعد تعطيل ملحوظ لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي لأكثر من ثلاثة اشهر من قبل حزب الله، يحاول رئيس الجمهورية ميشال عون،دعوة الزعماء والاطراف السياسيين الى طاولة حوار وطني كما سماها،لمناقشة البنود الثلاثة التي طرحها .

قبلها لم يلتزم عون وحليفه حزب الله بمقررات مؤتمر الحوار الوطني ألذي انعقد في ربيع العام٢٠٠٦ بالمجلس النيابي، وبعدها، كان التنصل الفاضح من اعلان بعبدا الشهير الذي صدر عن طاولة الحوار الوطني التي ترأسها الرئيس ميشال سليمان وتضمن قرار حياد لبنان عن الصراعات الاقليمية وحمايته، حين بادر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى الانقلاب عليه والتنصل منها، بمقولته «انقعوه وشربو ميتو».

في كل دعوات الحوار الوطني، كان يتجنب رئيس الجمهورية وحزب الله، التطرق او متابعة موضوع الاستراتيجية الدفاعية، بأي شكل من الأشكال، ويرفضان مناقشته، برغم إدراجه بخطاب القسم الدستوري،وآخر موقف اعلنه عون في مقابلة تلفزيونية قبل اكثر من عام انه لا يمكن البحث بالاستراتيجية الدفاعية، مادام قسم من الاراضي اللبنانية مايزال محتلا من إسرائيل .

اليوم يريد رئيس الجمهورية تنظيم طاولة للحوار،اولوياتها مقلوبة،وبدلا من ان تكون خطة التعافي الاقتصادي، البند الاول لأهميتها وعلاقتها المباشرة بيوميات وحياة المواطنين ومعيشتهم، وضعت في ذيل الاهتمام، بينما ادرج موضوع تطبيق اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، بصيغة مختلفة عما ورد في دستور وثيقة الطائف، مع ما تثيره من انقسامات سياسية وطائفية،ليس وقت اثارتها او مناقشتها، بينما يبقى موضوع ادراج موضوع الاستراتيجية الدفاعية على النقاش من محرمات حزب الله،أكان من حليف الخصم.

ما يريده عون من دعوة الحوار، اضاعة مزيد من الوقت سدى، ومحاولة تحميل خصومه مسؤولية فشل العهد وعجزه وفساد فريقه واهدار المليارات سدى على قطاع الكهرباء ألذي تولاه وريثه السياسي النائب جبران باسيل، فيما الحاجة ملحّة وفورية لقرارات وخطوات سريعة لوقف وتيرة الانهيار الحاصل المتسارعة ، وفي الوقت نفسه، يمعن حليفه حزب الله، الذي لا يجرؤ على مساءلته، او مكاشفته، بتعطيل جلسات مجلس الوزراء ومصادرة مؤسسات الدولة وقراراتها.

كل هذه الوقائع والمعطيات،تجعل دعوة رئيس الجمهورية للحوار عقيمة، والاجدى ان يقصر حواره مع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله دون غيره، اذا كان جادا بالوصول الى انقاذ لبنان قبل انتهاء ولايته.