قال أحد المفكرين الاجتماعيين: «إذا شئت أن تدل على شعب من الشعوب، فانظر إلى وضع المرأة، واحكم عليه على ضوء مكانتها فيه»، فالمرأة هي مقياس درجة حضارة المجتمعات التي تنتمي إليها.
ولقد كانت المرأة وما زالت، عنصراً أساسياً في بناء مجتمعها وتوجيه غاياته، وأهدافه وطموحاته. وأضحت في الكثير من دول العالم المتقدم، العامل الأول في حركة تغيير المجتمع، لأنها تتمتع بقدرات هائلة، تدفعها دائماً لتحريك عجلة الجوانب الحياتية، لأنها بحق مفتاح التقدّم وركن الأوطان.
وبناء الوطن يبدأ ببناء الإنسان فيه. وكما لا يقوم بيت بدون امرأة، فإنه لا يقوم وطن بدون نساء.
وكما تعتبر المرأة ركيزة البيت، فهي تعتبر بالتالي ركيزة الوطن بلا شك. والأم التي هي روح البيت والمؤسسة له، هي بلا ريب روح المجتمع بكل مؤسساته!
ولأن المرأة الأم هي صانعة الأجيال، وصاحبة الكلمة الأساس في التربية، كان ولا يزال موضوع المرأة في رأس قائمة الأبحاث والمداولات.
لذلك كانت ولا تزال المصنفات في العلوم الإنسانية ذاخرة بموضوعات تدور حول المرأة، ولا تخلو أعمال أديب، نثراً أم شعراً، من نصوص وقصائد عن المرأة، وما ذلك إلا لأهمية دورها وموقعها الاجتماعي.
ونحن نتباهى بأننا نُكرمها في يوم وهي في حالة خدمة مستمرة لنا، فلم تعد تريد من هذه الفانية شيئاً سوى سعادة مولودها الذي سلّمها لحظة ولادته مفتاح الجنة.