بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 حزيران 2022 07:13ص الأمين إلى السماء ارتقى..

حجم الخط
كان إسماً على مسمى: رمزاً للأمانة، نموذجاً للمصداقية، ومثالاً للأخلاق الرفيعة في تعامله المهني والشخصي، مع موكليه وأصدقائه ومحبيه.
ترعرع في بيت عماده الإيمان، وسقفه العدالة، وجدرانه مزيج من البساطة والتواضع الذي تحلّى به والده العالم الفقيه الشيخ محمد الداعوق قاضي القضاة ورئيس المحاكم الشرعية السنّية في زمانه.
تخرج من مدرسة الوطنية الأصيلة التي تعلو فوق الطائفية والمذهبية والمناطقية، وعاصر المد القومي العربي في ذروة عنفوانه إبان المرحلة الناصرية، وعاش مع شباب جيله أحلام الوحدة العربية، وتحرير فلسطين وطرد المستعمر الفرنسي من الجزائر .
لم تحل دراسته في مدارس الليسيه العلمانية دون تمسكه بثقافة الدين الحنيف، فتولى رئاسة المركز الإسلامي في عائشة بكار لعدة دورات، نهض خلالها بالخدمات الإنسانية والدينية والإجتماعية التي يوفرها المركز لبيئته، ولكل صاحب حاجة صحية أو تربوية أو ثقافية، فضلاً عن تنظيم الدورات السنوية لتعليم القرآن الكريم للكبار والصغار على السواء.
كانت لبيروت المكانة الأولى في قلبه وفي عقله، فأسس تجمع بيروت في سنوات الحرب ليكون الصوت المدوي ضد الممارسات الشاذة للميليشيات التي عاثت الفوضى والفساد، ونشرت الرعب في العديد من أحياء سيدة العواصم. وبعدما وضعت الحرب أوزارها تحول التجمع إلى ملتقى سياسي جمع النخبة من أبناء العاصمة، وقدّم أكثر من مرشح للنيابة والبلدية والإدارات العامة، وكاد رئيسه أن يصبح نائباً على لائحة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لولا فيتو اللحظة الأخيرة من دمشق.
بقي يراعه بيده حتى النفس الأخير من حياته، وكانت مقالته الأسبوعية في «اللــواء» موعداً تفضيلياً على كل ما عداه، حتى وهو على فراش المرض، يعبر بكلماتها عن معاناة وأوجاع شعب، غدر به حكامه، وأسقطوه في لظى جهنم وبئس المصير.
الأمين إلى السماء إرتقى.. بنفس مؤمنة بقدرها ومسلّمة بقضاء الله وحكمته.
إلى جنات الخلد يا من جعلت الأمانة مرادفة للأخوة الخالصة والمهنة الصادقة.