بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 حزيران 2023 12:00ص الاحتكام إلى الديمقراطية هو الحل

حجم الخط
إن حال لبنان الآن الوطن والشعب والدولة وكل مؤسساته وفي هذه المحنة الخطيرة المفروضة عليه ظلماً وظلاماً كالطائر الذي ذبحه صاحبه وألقاه في ساحة البلدة يتلوى ويرفرف بدمائه النازفة يميناً وشمالاً ويتقلب إلى علو محدود وانخفاض محتوم منتظراً موته الرحيم على عذاباته وباتت الطبقة السياسية بأغلبيتها إن لم نقل بأجمعها تتابع المشهد وتستأنس به  وبما تراه أو ما يصل بعلمها عن المعذبين الذين يئنّون من المجاعة وضياع أموالهم  وسرقتها ونهبها بعد حجزها بالتواطؤ بين أصحاب المصارف والسياسيين وتهريب أموال هذه الطبقة إلى الخارج بعد أن شرعوا الوطن لكل المصائب والكوارث التي لم يشهد لها الوطن مثيلاً في كل مراحل وجوده ومراحل الدولة اللبنانية المخنوقة  بأيدي الضالين من  رجالاتها.
والجاري الآن بين السياسيين أشبه بطاولة قمار يتوزعون مقاعدها وجميعهم في خسارات جسيمة ومع ذلك يستمرون باللعب أملاً  بأن يستعيد كل منهم بعضاً من أمواله ومن خسارته دون أن يدري أو يتعظ أن أمله كأمل ابليس بالجنة وهو المطرود منها بقرار الهي لا يقدر على تعديله أحد.
البلد الآن منقسم إلى كتلتين وصار التحدي بينهما هو الموقف الجهنمي الذي قد يقود البلاد إلى صراعات وحروب تزيد الخراب الوطني الشامل خراباً والمجاعة مجاعة أقسى والضياع السائد أكثر ضياعاً والساحات والنفوس حامية إلى اقصاها كتلتين يتصارعون على حبل من مسد كل يشدّ به من طرف ومن جراء هذا الشد النتيجة الحتمية انقطاع الحبل وكل يأخذ القسم المنقسم يعني تتنازعون الوطن الى قسمين ثم ينعكس طائفيا وكنا نتمنى أن الطرف الثالث المعتدل واللاطائفي ومن موقع مسؤولياته التاريخية أن يتحرك لإصلاح ذات البين لا دعما لهذا الطرف أو ذاك وانما لإنقاذ الوطن قبل زواله وقبل أن يؤدي هذا الانقسام الخطير إلى ما لا يحمد عقباه، فالوطن والشعب والدولة فوق الجميع وقبل الجميع ولا يحق لأحد كائنا من كان ومهما كبر شأنه أو صغر أن يحتكر الوطن لا حاضرا ولا مستقبلا وليعلم الجميع أن لبنان ليس شأنا طائفيا لأحد فلا رئاسة الجمهورية شأنا مسيحيا ولا مارونيا ولا رئاسة المجلس شأنا اسلاميا شيعيا ولا رئاسة الحكومة شأنا إسلاميا سنيا، لبنان لكل اللبنانيين وتنتظم علاقاته وسلطاته ومؤسساته بموجب الدستور اللبناني  والقوانين اللبنانية وكل الحيل ومواقف الضلال التي ابتدعتموها مثل حق الطائفة والحق بالرئاسات للأقوى والديمقراطية التوافقية والميثاقية ولكل كتلة او طائفة أو مذهب له وزارته، هذه  الهرطقات والبدع المركبة كل حسب مصالحه وسيطرته وكأن الوطن بات عقارا مملوكا لهذا الفريق أو ذاك. اتقوا الله بالوطن وبالشعب وبالدولة التي تحميكم ومأوى لكم جميعا وكفاكم لعبا بالوطن ومصيره.
 لماذا يضعف عندكم الشأن الوطني ويقوى الشأن الحزبي والطائفي والمذهبي؟ لماذا تضعفون دستور البلاد وقوانينها وتسود مصالحكم ورغباتكم على البلاد والعباد؟ لماذا تقفلون ابواب القرار الداخلي الوطني وتستدعون التدخلات الدولية في شؤون الوطن الداخلية؟ دعوا شيئا من ثقة الشعب بكم المفقودة أصلا، وكائنا ما كان الرئيس قويا او ضعيفا لن تزيد عطاءاته بمثل هذا الجو والانقسام عن الصفر.
بناء عليه وانقاذا للوطن الاحتكام للديمقراطية هو الحل.