يكتسي اللقاء بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أهمية بالغة في هذه الظروف الدقيقة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبالنظر إلى انعكاساته على مسار الوضع في لبنان الذي لا يزال يشكل محور متابعة من جانب الدبلوماسية الفرنسية والسعودية . ويأتي هذا اللقاء في ظل وجود الموفد الفرنسي بيار دوكان في بيروت، لمتابعة الملف الإصلاحي الذي التزمت به الحكومة اللبنانية، سعياً من أجل حصولها على مساعدات الدول المانحة، وتوازياً مع حراك لافت للسفيرتين الأميركية والفرنسية، دوروثي شيا وآن غريو، إلى جانب الدور المحوري لسفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، منذ عودته إلى بيروت، بعد إنهاء المقاطعة الخليجية للبنان .
ويحمل اللقاء الفرنسي السعودي الكثير من الدلالات، بما يتصل بعلاقات البلدين وإصرار كل من باريس والرياض على توثيق هذه العلاقات وتطويرها على مختلف المستويات، بالنظر إلى الدور المحوري لفرنسا والمملكة على صعيد المنطقة والعالم . ومن الطبيعي أن يكون لبنان بنداً أساسياً على طاولة البحث، سيما بعد قرار البلدين بإنشاء الصندوق الفرنسي السعودي لدعم الشعب اللبناني. وهذا الملف سيتم التطرق إليه بشكل مفصل، على ما علم موقع "اللواء" من أوساط دبلوماسية متابعة لمسار الملفات اللبنانية المشتركة بين الدولتين، في ظل الأزمات الضاغطة التي يواجهها اللبنانيون منذ أكثر من ثلاث سنوات .
وأشارت الأوساط، إلى أن "الملف اللبناني، وتحديداً ما يتصل بانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان التي ستدخل موعدها الدستوري، بدءاً من أول أيلول المقبل، سيشكل أحد عناوين المحادثات "الباريسية" بين ماكرون والأمير بن سلمان، باعتبار أن هناك حرصاً فرنسياً على إجراء هذا الاستحقاق في موعده، لما له من انعكاسات مباشرة على مستقبل لبنان الذي يحتاج لقيادة جديدة، لديها من المصداقية والخبرة، ما يؤهلها لقيادة السفينة التي تحتاج لجهود الجميع لتصل إلى شاطئ الأمان"، مشددة عل أن "المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج، إضافة إلى الفرنسيين والأميركيين، يريدون رئيساً استقلالياً وسيادياً بكل معنى الكلمة هذه المرة، ولا يكون محسوباً على الفريق "الممانع" تحديداً" .
وتحت هذا العنوان، تكشف الأوساط أن "المحادثات الفرنسية السعودية، ستركز على أهمية أن تجري الانتخابات الرئاسية في لبنان بكل حرية وتجرد، بعيداً من الضغوطات من جانب هذا الطرف أو ذاك، أي أن لا يكون للإيرانيين وحلفائهم تأثير على مسار هذا الاستحقاق. لأن وضع لبنان المعقد والمتأزم في آن، يفرض وجود رئيس من طينة أخرى، لإعادة جمع اللحمة مجدداً بين جميع اللبنانيين، ولا يكون استكمالاً للعهد الحالي الذي يتحمل برأي أشقاء لبنان وأصدقائه مسؤولية أساسية في وصول الأوضاع في البلد إلى ما وصلت إليه من سوء وترد على مختلف المستويات" .
وفي حين يتوقع أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أول جلسة لانتخاب الرئيس العتيد، في الأسبوع الأول من أيلول المقبل، تقود بكركي حراكاً أساسياً على صعيد الانتخابات الرئاسية، حيث بدأت التواصل مع قوى سياسية داخلية معنية بهذا الملف الأساسي، إلى جانب اتصالات ومشاورات إقليمية وخارجية، تصب في مصلحة رسم صورة أولية لرئيس الجمهورية الجديد، إنطلاقاً من المواصفات التي حددها البطريرك بشارة الراعي، بالنظر إلى تعويل البطريركية المارونية، إلى جانب المراجع الروحية الأخرى،وعلى دور إنقاذي أساسي، لمن سيخلف الرئيس ميشال عون .