يظهر بوضوح أن الأزمة لا زالت معقدة ودونها عقبات كثيرة على اعتبار أن شيئاً لم يحصل بالأمس من خلال لقاءات البياضة أو على خط آخر ما يجري من اتصالات مع الرئيس المكلف سعد الحريري وبمعنى آخر أن الأمور لا زالت تدور في حلقة مفرغة. وثمة معلومات تشير إلى أن موسكو دخلت على خط الإتصالات مع بعض الأطراف اللبنانية لتسريع وتيرة الحل إلا أنه وحتى الآن لم يحصل أي تقدم أو أي شيء يوحي بأن الحكومة ستبصر النور في وقت قريب والحديث عن إيجابيات وفق المعلومات إنما هو مطلوب لبقاء مبادرة الرئيس نبيه بري قائمة ومستمرة وهي التي تحظى بدعم معظم الأطراف والقوى السياسية بما في ذلك فرنسا.
من هنا يتوقع أن تكون الفترة الممتدة حتى أوائل الأسبوع المقبل هي الحاسمة مع أرجحية البعض بأن يعتذر الرئيس الحريري، ولكن هذا خيار وليس حلاً نهائياً، لأن هناك اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء من قبل المسؤولين الفرنسيين مع الرئيس المكلف وثمة توقعات لحصول لقاء جديد بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي في الساعات المقبلة وعندها يبنى على الشيء مقتضاه. فثمة معلومات متضاربة بين فريق الحريري نفسه، هناك من يقول لا شيء أنتهى فالتأليف وارد وإن كان هذا أمر في غاية التعقيد، ولكن في المقابل هناك من يدعو الرئيس الحريري ومن تياره السياسي أكان على مستوى كتلته النيابية أو المكتب السياسي للمستقبل وصولاً إلى رؤساء الحكومات السابقين فهؤلاء يدعون الحريري لعدم تحمل هذه المهمة على اعتبار هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لا زالت تتدهور بشكل مخيف وأن دول الخليج أعلنت قرارها بمعنى لا دعم للبنان في هذه المرحلة.
لذلك كل التوقعات والاحتمالات واردة في الساعات المقبلة إنما يمكن القول أن فرنسا لا زالت على الخط من خلال الاتصالات التي يقوم بها بعض مستشاري الرئيس الفرنسي مع الجهات اللبنانية المعنية ولكن ببطء شديد فيما الروس يتواصلون مع إيران، وإيران من الطبيعي أن تنسق مع حزب الله.
ويبقى أخيراً وأمام هذه الأوضاع فإن المخاوف لدى الكثيرين بإمكانية حصول فوضى في الشارع في ظل التدهور الكبير الذي يجري على صعيد المحروقات والدواء ولقمة عيش المواطن وعندئذ إذا حصل أي خلل أمني فإن مسار التأليف سيذهب بإتجاهات أخرى وعلى هذه الخلفية تردد مرجعية كبيرة بأن لبنان على شفير الهاوية إذا لم تحصل تسوية في وقت قريب جداً.