بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 أيلول 2021 12:02ص التدقيق إنجاز في عهد الأزمات والخراب

حجم الخط
 
من يستمع الى مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون وحتى اصغر عوني على الكرة الأرضية، والهالة «المقدسة» التي حاكها، وتياره البرتقالي، حول «مآثر» التدقيق الجنائي بعد استكمال الاجراءات القانونية لتنفيذه، لاعتقد للوهلة الاولى، بأن الأوضاع في لبنان اصبحت بالف خير، 

وكل  شيء، انقلب، بمسحة التدقيق الجنائي، فجأة راسا على عقب، وكل الازمات والمشاكل،  قد حلت دفعة واحدة. وبمجرد التوقيع على مراسم نفاذ التدقيق الجنائي، انتقل البلد من حال جهنم الانهيار، التي بشرّنا بها رئيس الجمهورية شخصيا منذ عام،وامعن بصلاحياته الدستورية، بتكريسها، تعطيلا مبرمجا لتشكيل الحكومة، وتفردا مدمرا بالسلطة، وتفريخا للازمات المتتابعة، إلى «فردوس» انتهاء ازمات لبنان التي كانت له اليد الطولى بالتسبب فيها، دفعة واحدة. 

هكذا، فجأة، بالتدقيق الجنائي، استقام 

حال الدولة  وصلحت الوزارات والمؤسسات، واعيدت أموال الفساد والهدر إلى الخزينة، وخرج لبنان من عذابات الانهيار وفوضى تفكيك البلد ،وحُلّت الازمة المالية والاقتصادية الصعبة، وعاد سعر صرف الليرة اللبنانية الى طبيعته، واصبح اللبنانيون  يعيشون في بحبوحة، ولم يعد هناك ازمة محروقات واختفت طوابير السيارات عن الوقوف امام محطات البنزين، ولم يعد يهاجر الناس بالآلاف الى الخارج طلبا للرزق.

والاهم ،حلت ازمة التعتيم الكهربائي وانتهى عصر المولدات الخاصة، وعاد التيار الكهربائي ٢٤ ساعة على٢٤، يشعشع الربوع  اللبنانية، كما بشرنا بها ولي العهد السياسي جبران باسيل منذ عشرة اعوام بتكلفة ٦٥ مليار حتى اليوم، ناهيك عن المازوت الإيراني المتدفق، من كل حدب وصوب، بلا معابر ولا من يحزنون، ولم تعد المستشفيات، تشكو من توقف مولداتها وتخشى موت المرضى لديها، ولم يعد الدواء مفقودا من الصيدليات، ولو كان مدعوما بالأدوية الايرانية والسورية بلا حسيب او رقيب. 

هكذا، حلّت علينا نعمة التدقيق الجنائي، 

دفعة واحدة ،و نحن عنها غافلون.فعندما يصوّر موضوع التدقيق الجنائي، بالإنجاز «التاريخي»  للعهد العوني ، مقابل حال الانهيار التاريخي وسلسلة الازمات والاخفاقات ، والمشاكل التي تسبب بها، واصابت اللبنانيين بالصميم، عندها يتبين مدى سخافة ما يصور بالإنجاز زورا، في ظل انعدام  الانجازات الحقيقية الموعودة التي بقيت شعارات طنانه، بلا مفعول. 

فاطمئنوا، ايها اللبنانيون، مادامت كل الحلول على نسق «انجازات» التدقيق  الموعود. ومادمتم في غمرة العهد العوني، فلا خوف عليكم وتمتعوا هنيئا ً بنعيم التدقيق الجنائي الموهوم، ولا تبالون، بأزمة الدولار، ومتفرعاته، من «الكابيتال كونترول»، أو  «الهير كات» الموعود، ما دمتم في جحيم «انجازات» العهد تكتوون.