بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تموز 2022 12:00ص التغييريون الجدد: ثورة على الفساد أم ثورة على القِيَم؟!

حجم الخط
كان بودّي أن أتوجه بالتهنئة إلى الفائزين والفائزات بالانتخابات النيابية الأخيرة من أفراد المجتمع المدني والذين أطلقوا على أنفسهم النواب التغييريون وهكذا كان غالبية المؤمنين بوطنهم ومعتقداتهم الدينية السمحة وبالقيم التي بها تحيا الأمم وتتطور وبهويتهم العربية الحضارية التي قدّمت للأمم ما يحفظ ويعلي وجودها، مقدّمة للبشرية جمعاء بالفضيلة والأخلاق الحميدة ما يرفع من شأن إنسانية الإنسان ويبعده عن الحيوانية والرذيلة والضلال تأصيلا وتأكيدا للقول المأثور: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
لكن سرعان ما أصبنا بالصدمة لما صدر عن بعض هؤلاء أنصار ودعاة المثلية والعلمانية أي اللادينية وكل الآراء المتصادمة مع الرسالات السماوية الخالدة التي اختص بها الله عباده لحياة هانئة خالية من الدنس والعيوب ونواقص الحياة ولتنعم بالطهارة والمسلك السويّ.
والسؤال هنا يطرح نفسه، هل جاء هؤلاء للتغيير الذي ينتظره المواطنون ويرفع عنهم مظالم المنظومة التي سرقت ونهبت ثروات الوطن والمواطنين ووضعتهم في أتون جهنم وبئس المصير وتركتهم في حمى المجاعة يصلون بنارها ويكتوون بالظلام والغلاء الفاحش والعطش المميت أم جاءوا لإشاعة الفاحشة والرذيلة وكل ما يؤذي الوطن والمواطن بل والمجتمع كله؟!
أن هذا هو الفساد بعينه والأفساد الذي يطيح بالمجتمعات ويقضي على الأمم وهو أكثر إيذاء وخطرا مما فعلته المنظومة المتحكمة، انه فعل انحراف عن قواعد الحياة الإنسانية واحداث انقلابات عليها وعلى منظومة القيم الدينية والأخلاقية والحضارية لحساب مخططات جهنمية تقضي على معاني الإنسانية تحت مزاعم وادّعاءات مبرمجة مستخدمة مبادئ حق يراد بها باطل مثل الحرية الشخصية والإنسان حر فيما يريد ويفعل لا سلطان لأحد عليه أنه حر أن يتزوج الرجل الذكر بآخر والمرأة بمثلها وغدا يتطور الأمر أن يتزوج الرجل شقيقته أو عمته أو خالته ويسقطون كل المحرّمات، والعجب أن ترى من يطالب أن يتزوج الرجل أو المرأة حيوانا فيقع اختيارهم على كلب أو حصان ممشوق أو حمار قبرصي مزركش الألوان أو عنزة مكشوفة أو فحل قوي المراس، لا عجب طالما كل شيء خاضع لحرية الفرد ورغباته وشهواته.
الفساد يا أنصار انحلال القيم الاجتماعية هو جريمة لا تحدّها حدود زمنية ولا مكانية، ولا يخلو مجتمع من الفساد والمفسدين، وها هو لبنان الجميل بإنسانه وبيئته وعلمه وثقافته بَنَتْ في أرجائه المنظومة الفاسدة ساحات من أرذل الفساد وها أنتم تطرحون على البلاد أفتك وأخطر أنواعه. فهل هذا التغيير الذي تنشدونه؟! ألا ساء ما أنتم فاعلون.
فالفساد أينما وُجد وحلّ فتأثيره خطير وخطورته بالآثار السلبية الضارة التي تترتب عليه، انه وباء يصيب كيان المجتمعات ويقوض القيم الأخلاقية، يقضي على سيادة القوانين ويصيب مبادئ العدالة والنزاهة والمساواة وينقل الإنسان من إنسانيته السامية ومن طبيعته البشرية إلى الحيوانية، وأخطره الفساد الأخلاقي المتمثل بالانحراف عن الأعراف والمعتقدات، وهو وليد أمراض جسدية حينا ونفسية أحيانا وتعويض عن شخصية ضعيفة واندفاعات شهوانية تقود غريمها الى الذلّة والمذلّة والانحطاط، ويرافق ذلك فساد العقل فيطال التفكير بفعل الفحشاء والرذيلة، كما هو فساد الجسم بمرضه وضعفه، وهو أمر مرفوض بالوجدان والعقل السليم والفطرة السليمة التي تولد مع الإنسان فتبعده عن الموبقات وكل ما هو خلافا للطبيعة البشرية وتحمي سلوكياته والقواعد القانونية والإنسانية التي تنظم حياة البشر والانتظام البشري.
هل يعقل أن يكون في رأس برنامجكم المنتظر من الذين انتخبوكم الشذوذ الجنسي الذي رحتم تجاهرون به وقبل جلوسكم على كرسي النيابة بمجلس النواب وحماسكم اللامحدود الانقلاب على الفطرة البشرية، وتسفيهكم القيم الدينية والأخلاقية وإعادة مسلكيات جماعة اللواطيين من الرجال، والسحاقيات من النساء، وهل تسمحون لأبنائكم وبناتكم تبادل هذه الانحرافات فيما بينهم؟! وأية تربية تربّون وأية أسرة تؤهّلون وأية أجيال تعدّون وأي مجتمع تنتظرون؟!
ما الذي دفعكم لتطلعوا على الناس بهذه الدعوات المدانة وتخلفتم عن مطالب الناس وعن البرامج والحلول التي تساهم بإنقاذ وطن من الغرق وإنقاذ شعب من الجوع والمرض ونهب أمواله. هذا سيؤدي بكم إلى ما لا نريده لكم، فتراجعوا عن فعل المنكرات أو الدعوات إليها قبل فوات الأوان.
أننا وبصراحة نتطلّع إلى دور وطني فاعل منكم يساهم جديّا بالإصلاح والتغيير الحقيقي والمطلوب، قد حملكم الناخبون من خارج المنظومة الحاكمة والمتحكمة إلى الندوة البرلمانية لتكونوا صوتا لهم ولمطالبهم وأمنهم وأمانهم ومستقبل أولادهم ولا تجعلوهم مصدومين بما يرونكم عليه مما يخرج عن تعاليم الأديان ورسالاتها السامية وقيمها الخالدة التي شاءها الله تعالى للبشر فالفضائل تحمي الأوطان والرذائل تهدمها.
وأخيرا لمزيد من التنبيه والتحذير نبيّن مواد قانون العقوبات اللبناني التي تعتبرها جرائم يعاقب عليها بالحبس والغرامة المالية فضلا عن الناحية المعنوية التي تلاحق الداعين إليها والممارسين لها ذكورا أو إناثا طوال العمر القصير أو المديد وهي المواد ٣١٨/٣١٧/٣١٦-بشأن الرابطة الزوجية المقدسة ما بين رجل وامرأة وليس بين رجل ورجل (لواط) وبين امرأة وامرأة (سحاق). و٣٣٧/ بشأن الجمعيات المنافية للقانون ٥٢٣/ الحض على الفجور والفساد و٥٣١/ التعرض للآداب العامة. والمادة٥٣٤/ بشأن كل مجامعة خلافا للطبيعة. دون أن نتطرق لمواقف الديانتين المسيحية والإسلام لسمو ورفعة مكانتهما عن هذا الوباء.