رافقنا عقوداً من الزمن بهدوء، وفارقنا في غفلة من الزمن بهدوء، بعد ذبحة صاعقة داهمت قلبه، ولم تمهله آكثر من بضعة أيام.
مروان الحلبي كان بمثابة الجندي المجهول في «اللواء»، صادق في عمله، مخلص لمهنته، ومقدام في مناقبيته، حيث أشرف وأدار ورشة العمل الليلية بكل ضغوطاتها المرهقة، وبكل مفاصلها المتعبة، دون كلل، والأهم دون تأفف من زميل، ودون شكوى على تقصير.
تصرف في الفترة الأخيرة وكأنه على معرفة بموعده مع قدره، حيث جاءني قبل شهر ونيف ليبلغني بقراره الإستقالة من العمل « غصب عني..لأنني تعبت من طلعة الدرج ليلا بسبب انقطاع الكهرباء، ومعاناة شح البنزين».
لم يكن من السهل تخيل مراحل الإنتاج اليومية للجريدة دون وجود «أبو طارق»، ولكن مغادرته العمل والسهر كانت أشبه بالسمكة التي تخرج من المياه.. دون أن تدري بأن قدرها قد حان .
رحمك الله يا أبو الوفاء وأسكنك فسيح جناته، وألهم شريكة مسيرتك «أم طارق» والعائلة الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.