بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2019 12:01ص الجيش اللبناني عمادُ الوطن وضمانتُه!

حجم الخط
الجيش اللبناني «شرف - تضحية - وفاء»، عنوانٌ يختصر روحيّة وجوهر ونهج مؤسّستنا العسكريّة التي تُمثّل نموذجاً للانصهار الوطني، ونقطة تلاقي اللبنانيين على مختلف مناطقهم ومذاهبهم وطوائفهم وتوجّهاتهم السياسية.

وفي هذه الظروف الاستثنائيّة التي تعصف بالبلاد، برهن الجيش اللبناني انّه عمادُ الوطن وضمانته، حيثُ تعاطى العسكريّون مع الأحداث بكثيرٍ من الوعي والاحترافيّة والمناقبيّة، مما فوّت الفرصة على المصطادين في المياه العكرة.

نجح الجيش اللبناني في القيام بدوره، لأنّه اعتمد القاعدة الذهبية التي أرساها الأمير اللواء فؤاد شهاب، والتي مفادها انّ الجيش ليس أداة السلطة عندما تُخطئ في الممارسة والخيار، وانّه لن يكون وقود فتنة أهلية، ومهمته التعامل مع الأزمة بعقل بارد، كي يبقى خلالها وبعدها حارس الاستقرار. انطلاقاً من هذه القاعدة، ومنذ اللحظات الأولى لإندلاع الانتفاضة أعطت قيادة الجيش الأوامر للضباط والعسكر بضبط الأعصاب وقراءة واقع الشارع لمنع حصول أي خطأ يؤدّي الى إراقة دماء اللبنانيّين.

وبهذا التصرُّف الحكيم والاحترافي، أسقط الجيش محاولات زجّه في مواجهة شعبه، وحافظ على حق الاعتصام والتظاهر، ولم يستعمل العُنف مع المحتجّين السلميّين، بل وقف الجيش حامياً للناس قبل حماية الأملاك العامة والخاصّة، وانتهج «التفاوض الأمني» لفتح الطرقات التي أغلقها المحتجّون.

وفي مقابل نجاح الجيش في إدارة الأزمة، يقع اللوم على من حمّل الجيش اللبناني مسؤولية عدم فتح الطرقات وفضّ الاعتصامات، واتهمه بالتلكؤ، في محاولة بائسة وغير مُجدية لضرب صدقيته. فيما خرجت أصواتٌ ناشزة حرّضت على الجيش اللبناني، والبعض تعرّض للجيش برمي الحجارة وقوارير الزجاج.

ولكن خسئوا أن ينالوا من كرامة جيشنا وعزمه ووحدته، هذا الجيش الذي يقوم بواجبه بكل شرف وتضحية ووفاء وهو الذي أقسم يمين الحفاظ على علم البلاد والذّود عن كرامة الوطن.

في مناسبة استقلال الوطن الذي نحتفل بعامه السادس والسبعين، نقول لجيشِنا الباسل، وحدُك الخطٌ الأحمر بالعريض وفوق أي اعتبار!