غادرنا من دنيا الفناء الى دنيا البقاء الأخ والصديق والرفيق والبيروتي واللبناني والعروبي المبادر، والمتابع دائماً للقضايا التي تهم لبنان والامة العربية، هو الراحل الحاج سعيد عيتاني (ابو محي الدين)، مقاصدي بإمتياز تلميذاً وطالباً وموظفاً في رحاب المقاصد، زرعت فيه حب الوطن، والتمسك بالهوية العربية، والايمان العميق بالله، وتعاليم الدين الحنيف.
المرحوم الأخ الحاج سعيد عيتاني الحامل للإجازة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ناصري العقيدة، ومدرسة في الوفاء وساع دائم للخير، ونصير لكل مظلوم، رائد من رواد العمل الاجتماعي والتعاوني، انساني بدون حدود، حامل هموم اهل بيروت ومعبراً عن ضميرها، ومدافعاً عن كرامتها، احبه دولة الرئيس صائب سلام فبادله الحب، وكان الركن الاساس في دار المصيطبة، عاملاً على تعزيز العلاقات الشعبية معها.
فكان المثل والمثال البيروتي في العطاء الوطني والاجتماعي، هو من مؤسسي تعاونية المقاصد ومديرها سابقاً، ونموذجاً يحتذى في حمل المسؤولية والامانة وفي التنفيذ والتخطيط والمثابرة، وهكذا كان ايضاً في جمعية رواد الاصلاح وفي تعاونيتها وفي مصلحة الشؤون الاجتماعية المقاصدية، وهو القائد المنظم والمشارك بالحملات الانتخابية للرئيسين صائب وتمام سلام، احبه البيروتيون لصدقه وصلابة ارادته ومقاومته للاستسلام والخضوع والرضوخ في دفاعه عن حقوق الناس وتلبيته لحاجاتهم، ولتمتعه بمميزات الوفاء والإباء والنقاء.
هذه النوعية من الرجال الرجال التي يقتضي ان تحذوا حذوهم الاجيال، وتسير على خطاهم مدافعة عن لبنانيتها وعروبتها، عاملة على بناء الوطن، مقاومة للفساد والفاسدين، وستبقى اعمال هؤلاء الرجال المشهودة منارة للبيروتيين.
لقد منع الوباء محبيك وهم كثر للمشاركة في وداعك، نم قرير العين ايها الحبيب، سنتابع نحن وابناؤنا مسيرتك الطاهرة مع الاعزاء المهندس محي الدين والصحافي حسام الدين والمحامي تمام.
ويصح فيك قول مصطفى لطفي المنفلوطي : «بعض الاصحاب قناديل، لا تفيها القلوب منزلةً، ولا تستوفيها الاقلام ثناءً». تغمدك الله بواسع رحمته وانزلك منزلة الصديقين والابرار.
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب