بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الأول 2017 12:02ص الحريري في العاصمة الفرنسية متسلحاً بقرار النأي بالنفس ولقاءاته فرصة لشرح الملف اللبناني

مؤتمر باريس اليوم: مظلة دعم دولية لاستقرار لبنان وحمايته من صراعات المنطقة

حجم الخط
مرة جديدة، وفي اقل من اسبوعين سيكون لبنان اليوم موضع اهتمام خاص من قبل العاصمة الفرنسية باريس، وتحديدا من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيفتتح عند التاسعة والنصف من صباح اليوم في مقر وزارة الخارجية الفرنسية اجتماع المؤتمر الوزاري للمجموعة الدولية لدعم لبنان في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل ووزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية  في مجلس الأمن، اضافة الى وزراء خارجية المانيا وايطاليا ومصر وممثلين عن الامم المتحدة وجامعة الدول العربية.
هذا الاجتماع يحظى بعناية واهتمام خاص من قبل الرئيس الفرنسي شخصيا، وهو سيستهله بكلمة هامة يتحدث فيها عن الوضع اللبناني، ويؤكد دعمه لامنه واستقراره، ويشارك فيه الرئيس الحريري متسلحا ببيان وزاري «طازج» وستكون له كلمة ايضا تلي كلمة ماكرون يشكر خلالها الرئيس الفرنسي والدور البناء والمساعد الذي يوليه للبنان، ويشرح فيها الرئيس الحريري كما هو متوقع الظروف الحساسة التي يمر بها لبنان، ويجدد التأكيد على ما جاء في البيان الوزاري بالتزام لبنان سياسة النأي بالنفس عن اي نزاعات او صراعات او حروب تضّر بعلاقاته السياسية والاقتصادية مع اشقائه العرب وتهدد مصالح اللبنانيين في البلدان الشقيقة. 
ومن المقرر ان تستمر اعمال المؤتمر الوزاري حتى ظهر اليوم تتخلله مداخلات لرؤساء الوفود وكلمة لوزير الشؤون الاوروبية والخارجية واخرى لنائبة امين عام منظمة الامم المتحدة، ويختتم بصورة تذكارية للمشاركين.
مصادر متابعة للتحضير لهذا الاجتماع وصفته لـ«اللواء» بأنه اجتماع سياسي بامتياز، ونفت ان يكون له اي طابع اقتصادي او مالي او التوقع  منه اي دعم او مساعدة مادية للبنان. وتشير المصادر إلى ان الدعوات وجهت فقط الى وزراء الخارجية، وليس الى وزراء مالية او اقتصاد، مما يؤكد على انه اجتماع سياسي فقط، وتعتبر المصادر ان الاجتماع يهدف لايجاد وسائل لمساعدة لبنان ودعم استقراره، من خلال اصدار بيان مشترك في ختام اعماله، وتوقعت ان يؤكد البيان تأييده لخطوات الحكومة اللبنانية بعد البيان الجديد الذي صدر عن مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي وادى الى تراجع الرئيس الحريري عن استقالته.
وتلفت المصادر الى ان الرئيس ماكرون وبعد الظروف الصعبة والعصيبة التي مرّ بها لبنان مؤخرا على اثر استقالة الحريري، والذي تدخل شخصيا بكل امكانياته من اجل انهاء هذه الازمة، واستقبل الرئيس الحريري وعائلته في لقاء عائلي في قصر الاليزيه منذ قرابة الاسبوعين، حريص كل الحرص على استمرار فرنسا بوقوفها الى جانب لبنان ودعمها لاستقراره على كافة المستويات، وهو اراد من الدعوة لهذا الاجتماع تتويج هذا الدعم من خلال المظلة الدولية الداعمة لاستقرار لبنان وحمايته.
وتتوقع المصادر ان يتطرق الاجتماع الى كافة القضايا السياسية المتعلقة بالوضع اللبناني بما في ذلك نقاط البيان الوزاري الصادر مؤخرا، والتأكيد على التزام تنفيذه بحذافيره. كما ان المصادر لم تستبعد ان تتم خلال الاجتماع اثارة القرارات الدولية الخاصة بلبنان والصادرة عن مجلس الامن الدولي وضرورة احترام لبنان لها ولتطبيقها، كما ترى المصادر انه قد ترد فقرة في البيان الختامي للاجتماع بتأييد الاستقرار الاقتصادي اللبناني والاشارة الى اهمية انعقاد مؤتمر باريس 4، المتوقع عقده في الفصل الاول من العام المقبل، وهو سيكون اجتماعا مختلفا عن اهداف هذا الاجتماع حيث سيكون له طابع مالي اقتصادي داعم ومساعد للبنان، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمعاناة التي يتكبدها جراء ازمة النزوح السوري اليه، ولكن تشير المصادر الى انه حتى الان لم يتم العمل بعد على التحضير بشكل جدي لهذا المؤتمر الذي سيكون له انعكاس ايجابي كبير في حال التأم على الوضع اللبناني برمته لا سيما الاقتصادي منه.
وترى هذه المصادر ان اهمية المؤتمر الوزاري للمجموعة الدولية لدعم لبنان ايضا هو من خلال اللقاءات والاجتماعات الجانبية المتوقع ان يعقدها الرئيس الحريري مع وزراء الخارجية المشاركين على هامش اجتماع باريس حيث ستكون فرصة لشرح الملف اللبناني بتفاصيله والتأكيد على اهمية وضرورة مساعدة ودعم لبنان.
اما على الصعيد السياسي الداخلي، فترى المصادر انه لا تزال هناك صعوبات سياسية كبيرة، وتعتبر ان الخطوات السياسية المتوافق عليها في البيان الوزاري يجب ان تنفذ قولا وفعلا، خصوصا ان امام الحكومة استحقاقات كبيرة يجب تنفيذها من خلال تنشيط العمل الحكومي وتفعيله سياسيا  واقتصاديا، وللتأكيد للمجتمع الدولي ان باستطاعة لبنان الايفاء بالتزاماته، وخصوصا بالنسبة الى ضرورة اقرار موازنة العام 2018 في اسرع وقت ممكن، وتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية التي اقرتها الحكومة.
{ غرد الرئيس الحريري في أعقاب وصوله، غروب أمس، إلى باريس، عبر حسابه على موقع «تويتر» قائلاً: «وصلت إلى باريس للمشاركة في مؤتمر مجموعة الدعم الدولي من أجل لبنان غداً (اليوم) والذي سيشكل محطة مهمة لدعم الاقتصاد اللبناني، وتعزيز صموده في مواجهة أزمة اللاجئين».