بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تشرين الأول 2020 12:02ص الحريري في بعبدا وعين التينة اليوم والتكليف أهون من التأليف

الكتل تنتظر ما سيطرحه فإما تكليفه أو اختيار بديل

حجم الخط
تعددت الاسباب التي ساقها الرئيس سعد الحريري للعودة عن عزوفه عن الترشح لرئاسة الحكومة، لكن النتيجة صبّت في بئر سياسية واحدة ستتجمع مياهها من الان وحتى يوم الخميس المقبل، موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وحيث تكون الكتل النيابية– السياسية قد قررت خلال الايام الثلاثة المقبلة موقفها من تسميته على الارجح رئيسا مكلفاً.

حتى الان تجمعت– من حيث المبدأ- في هذه البئر كتل مؤيدة لعودة الحريري، لعل اهمها كتلة التنمية والتحرير، وكتلة تيار المردة وحلفاؤه في التكتل الوطني المستقل وكتلة العزم الطرابلسية، وكتلة النواب الأرمن، وبعض النواب المستقلين، وربما كتلة اللقاء الديموقراطي (الحزب الاشتراكي)، فيما لم يُعرف موقف الكتل الاخرى لا سيما اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين، وكتلة لبنان القوي (التيار الوطني الحر)، وتكتل الجمهورية القوية (القوات اللبنانية)، التي ما زالت على موقفها بأن تكون الحكومة مشكّلة من اختصاصيين ومستقلة تماما عن القوى السياسية، لكنها لم تقرر ما اذا كانت ستسمّي الحريري ام تعيد تسمية السفير نواف سلام.

تردُّدْ بعض الكتل في تسمية الحريري قد يكون مفهوماً، خاصة كتلتي القوات والاشتراكي، اللتين لم يوفرهما الحريري في تصويب سهامه خلال حديثه التلفزيوني الاخير باتجاه وليد جنبلاط وسمير جعجع، وإن كان التوجه لدى جنبلاط قد يميل الى تسمية الحريري في نهاية المطاف، «بعد التشاور والاتفاق مع الرئيس نبيه بري». عدا عن تردد النواب السنة المستقلين الذين لا يحسب الحريري لهم حساباً برغم تمثيلهم الشعبي في بيروت وطرابلس.

اما الحسابات الدقيقة فستكون لكتلة حزب الله، التي قالت مصادرها لـ«اللواء» انها تنتظر المشاورات التي وعد الحريري بإجرائها مع القوى السياسية إعتباراً من اليوم الاثنين، والتي يُبنى على اساس نتائجها الموقف من تسميته او لا، والموقف من شكل الحكومة وعدد وزرائها وتوزيع الحقائب فيها. وهو امر تحسب له ايضا باقي الكتل حساباً لجهة الاصرار على التمثيل واختيار الوزراء، وبهذا المعنى تكون الكتل الكبرى قد حددت شرطاً مسبقاً لتشكيل الحكومة، ويبقى كيف سيتعامل الحريري مع هذا الشرط وسواه لاحقاً في حال تكليفه.

اهم الحسابات في التشكيل ستتمحور حول التمثيل السياسي، فإما يتمثل الجميع ولو بوزراء ولو غير حزبيين طالما سيتمثل تيار المستقبل عبر رئيسه سعد الحريري في رئاسة الحكومة والوزراء الذين سيختارهم هو، وإما سيبقى التشكيل عالقاً فترة، يقول اكثر العارفين انها ستمتد لما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية مطلع تشرين الثاني المقبل.

على كل حال، باشر الرئيس الحريري مشاوراته فالتقى امس رؤساء الحكومة السابقين، واجرى اتصالين برئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، واتفق معهما على زيارتهما صباح اليوم، لوضع قطار التكليف على السكة والتشاور في موضوع التأليف. وحسب المصادر المتابعة، سيضع الحريري الرئيسين في تصوره للحكومة في حال تقرر تكليفه، ويبقى جواب الاخرين رهناً بما سيطرحه. فإن جرى التوافق تصبح الاستشارات الملزمة شكلية بروتوكولية، وفي حال عدم التوافق وطرح الحريري اسماً آخر او لم يطرح اي اسم، يبقى القرار رهن الكتل النيابية التي حددت ايضاً شروطها. 

التكليف بات أهون المشاكل وهو حاصل الخميس سواء بتسمية الحريري او سواه، لكن من سيتولى تدوير الزوايا في عملية التأليف؟