بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آب 2018 12:05ص الحريري ماضٍ في سياسة الصبر والبال الطويل رغم العراقيل أمام التأليف

مصادر «التقدمي: عون وباسيل فريق واحد.. ولا تنازل عن التمثيل الدرزي

حجم الخط
لا تزال اتصالات ومشاورات التأليف الحكومي تدور في دائرة مفرغة، دون تسجيل اي خرق على هذا الصعيد، وعلى رغم ارتفاع الحرارة المناخية في شهر اب، فإن حرارة التشكيل لا تزال دون المعدلات الطبيعية المطلوبة في مثل هكذا ظروف، واللافت  البرودة غير الاعتيادية التي تشهدها هذه الاتصالات خصوصا مع استمرار عدم الوضوح في الرؤية لدى معظم الافرقاء السياسيين، مما يعني ان الاجواء الضبابية مستمرة في هذه الفترة التي قد تمتد الى ما بعد انتهاء فصل الصيف.
وفي هذا الاطار، من الملاحظ ان كل فريق سياسي يرمي طابة التأليف الى ملعب الفريق الاخر، لا سيما في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري الذي هو ابعد ما يكون في موضوع العرقلة، لا سيما انه لا يزال يسعى منذ اليوم الاول لتكليفه على تشكيل حكومة وفاق وطني يتمثل بها الجميع بشكل متوازن، وعلى قاعدة عدم انتصار فريق على فريق اخر، ولكن الملاحظ انه كلما اقترب الرئيس الحريري من الوصول الى صيغ توافقية مقبولة، توضع العصيّ مجددا في دواليب قطار التأليف ، ورغم ذلك فإن الرئيس المكلف لا يزال يتمتع بالصبر والبال الطويل ، ويعود ليستأنف اتصالاته ومشاوراته من المربع الاول الذي يعود اليه بسبب العراقيل الموضوعة امامه، ليسعى مرة جديدة الى الوصول الى تفاهمات مشتركة تنقذ البلد من ما قد ينتظرها من اوضاع اكثر صعوبة في حال استمر وضع العقد على حالها.
مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي تنفي «للواء» ان يكون الحزب هو المسؤول عن عقد التأليف، وبالتالي تشكيل الحكومة، وترى المصادر الى ان الامور لا تزال على حالها ولم يطرأ اي جديد ايجابي على صعيد ملف الحكومة، وجددت المصادر تأكيدها بأن مطالبتها بالتمثيل الدرزي داخل الحكومة حق طبيعي لها، بعد ما افرزته صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية، مشيرة الى انها لا يمكن ان تتنازل عن هذا الحق.
ولفتت المصادر الى ان اتهام الحزب التقدمي الاشتراكي بأنه هو من يعرقل اتهام في غير محله وهو ليس حقيقيا، واعتبرت  ان هناك جنوحاً عند فريق بالسلطة للامساك بكل البلد، ومن اجل تعديل اتفاق الطائف ولتغيير التوازنات، مشيرة الى ان كل هذه الاهداف الحقيقية المضمرة هي سبب ما يحصل اليوم من مماطلة في تشكيل الحكومة، اضافة بشكل او باخر المس بصلاحيات رئيس الحكومة في عملية تأليف الحكومة.
واشارت المصادر الى ان كل ما يثار هو حجج مختلقة لانهم اذا ارادوا الالتزام بنتائج الانتخابات فتكون الامور معروفة ومحسومة، لذلك فان الاتهامات التي تطلق بان الحزب التقدمي الاشتراكي او «القوات اللبنانية» هما من يعرقلان التشكيل هو بمثابة اتهامات باطلة.
واعتبرت المصادر ان محاولة الفصل في المواقف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل هي في غير محلها، وتقول المصادر: «الرجلان هما من فريق واحد، واي عملية تمييز بينهما غير صحيحة، الامر المضمر في الموضوع هو العمل على تعديل اتفاق الطائف، وبالتحديد تعديل صلاحيات رئيس الحكومة، وبالتالي تغيير في التوازنات السياسية التي نشأت بعد اتفاق الطائف وهذا هو الهدف الاساسي، ومن المعروف ان هذا الاتفاق اتى برعاية دولية اقليمية وتحديدا من المملكة العربية السعودية التي كان لها الدور الاساسي بعملية اخراج لبنان من الحرب واعادة رسم مسار الاستقرار فيه مجددا، واليوم هناك فريق سياسي كان في الاساس خارج اتفاق الطائف ولم يوافق عليه، وهو التيار الوطني الحر، لذلك فإن الرئيس عون والوزير باسيل يحاولان بطبيعة الحال اعادة قلب الموازين باتجاه اخر، لذلك فاننا نعتبر ان الامر هو بمثابة مغامرة غير محسوبة.»
وعن ربط المماطلة في تشكيل الحكومة بالملف السوري خصوصا بعد موقف الوزير السابق وئام وهاب الذي اعتبر فيه بانه لا يمكن ان تتشكل الحكومة من غير موافقة سوريا ، تشير مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي الى انه لا شك من ان الوضع الاقليمي له تأثير على الملف الحكومي، واعتبرت المصادر ان من يراهن على الوضع الاقليمي لا يمكن اتهام الاخرين بالمراهنة على الوضع الاقليمي ان كانت سوريا او غير سوريا، ورات المصادر ان ذلك يعتبر ايضا مغامرة من نوع اخر اذا يظن البعض ان النظام في سوريا يستعيد عافيته، وبالتالي ممكن الاستفادة من هذا الامر، لاعادة خلق توازنات جديدة في البلد لذلك فان كل هذه الامور تكمل بعضها البعض بالنسبة للاهداف المضمرة التي قد تؤدي لخلق مشاكل جديدة في البلد، وبطبيعة الامر فان ذلك لا يوصل الى الحلول. 
وحول علاقة الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب «القوات اللبنانية» تعتبر المصادر بان العلاقة قائمة وكان ذلك واضحا خلال الانتخابات النيابية الماضية وهناك علاقة سياسية بين الحزبين وتواصل.
وعن هدف زيارة النائب هادي ابو الحسن الاخيرة الى رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع تقول المصادر:  الهدف الاساسي والذي اعلن عنه النائب ابو الحسن هو من اجل استكمال المصالحات التي لم تستكمل في منطقة بعبدا وكفر سلوان وغيرها، ولكن نحن ايضا على تواصل مستمر مع القوات ومع الرئيس المكلف بالنسبة للبحث في ملف الحكومة ومع تيار»المستقبل»، كذلك مع الرئيس نبيه بري حيث يوجد بيننا شراكة من خلال العمل على تحصين البلد قدر الامكان، كما ان هناك تواصلاً مع «حزب الله» والعلاقة قائمة فيما بيننا، كذلك مع عدد من القوى السياسية.
وتعود المصادر لتؤكد الى ان العرقلة هي في ملعب الاخرين مهما تم اتهامنا واتهام غيرنا بالعرقلة كما تقول.
وحول الاجتماع الذي عقد بالامس بين الوزير طلال ارسلان ووزير الخارجية جبران باسيل، تعتبره المصادر بانه طبيعي بين عضو في «تكتل لبنان القوي» ورئيس الكتلة، ولا ترى فيه اي اهمية.