بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 أيار 2021 12:15ص الذكرى السنوية الثانية لوفاة اللواء سامي الخطيب النبل والشرف والوطنية والشجاعة

اللواء سامي الخطيب اللواء سامي الخطيب
حجم الخط
هناك من الأشخاص الذين لا تتوانى في أن تكتب عنهم، أشخاص استطاعوا أن يملأوا الدنيا بإنجازاتهم وعطاءاتهم التي تتجاوز حدود بلدهم.
مداخل الحديث عن اللواء سامي الخطيب متعددة بقدر ما تتميّز شخصيته بتعدّد أبعادها: دماثته وخصاله، عطاؤه وإصراره، رؤيته الرحبة.
رحل اللواء سامي الخطيب الحامل هموم الوطن بعينيه وقلبه ووجدانه.
رجل طيبته طينته، ان أحب أخلص وان قال فعل. تغبطه شعاعية الفكر ولا تغريه صنميات الزمن الحاضر.
ويبقى كل من عرف اللواء سامي الخطيب يدرك ان سر الولاء والعطاء في حياة هذا الفذ هو في تلك المقدرة العجيبة على مزج التفاؤل المستبصر بالعمل الصبور، ما مكّنه من أن يكون متصالحاً دائماً مع ذاته ليبقى مصدر إشعاع للطمأنينة والثقة بالمستقبل لكل معارفه ورفاقه.
في زمن تراجع معنى المسؤولية، سياسية كانت أم اجتماعية أم فكرية، هو صاحب موقف حتى ولو كان ذلك على حساب القانونية الوضعية، هو القائد فبحوزته شرعية أكبر من القانونية.
التزامه أصبح مرجعية، مرجعية بمعرفته، بمزاياه الإنسانية بميثاق شرف أخلاقيته، كل هذه الصفات لا تبعده عن بساطته، طيبة البساطة الملتصقة بجذروه البقاعية، ولا عن صراحته التي تسمّي الأشياء بأسمائها وتخيف المرّائين والمستزلمين.
اللواء سامي الخطيب لا يتعب ولا يكلّ أو يملّ ولا يعرف اليأس، وكلما تعثرت بفكرة أنعشها بتجديدها أو رفدها بفكرة أخرى، لذلك تراه في ترحال لإكتشاف كل جديد في جميع الآفاق وعلى كافة الأصعدة.
إن التاريخ بالنسبة إليه حلقات سباق لا نهاية لها، والسباق لا يُربح إلا في التطلّع الى الأمام.
يحب الخروج من «الأنا» حتى الولوج في أعماق الشك. الشك البنّاء الذي ينقر على أوتار ذاته الأكثر عمقاً أمام الآخر، هذا الآخر المغاير، يكتشف الفضاء اللا محدود لأبعاد حياته. فثروة العالم، حسب قوله، لا قيمة لها أن بقي الإنسان في حالة تقوقع وإنطواء على الذات.
فهناك بشر العطاء والإضافة وهم عماد البناء والتطوّر واستمرار الحياة وانتقالها الى أطوار أكثر تقدّماً، والذين يضيفون الى الحياة ويجعلونها أكثر ثراء وعمقا بما يقدمونه من عمل، وما يحققونه من إنجاز وما يمنحونه لاخوتهم في الإنسانية من عطاء سمح كريم، وما يُسدونه لهم من خدمات.
وهناك بشر يأخذون من الحياة، وينتقصون من قيمتها وشرفها، ويسيئون إليها بما يرتكبونه من أفعال الشر وما تنطوي عليه أعمالهم من خسّة ودناءة وانحطاط.
وهناك غير هذين النوعين من البشر، أكثرية ساحقة من المتفرجين، الذين يعيشون على هامش الحياة، انهم يحققون بقاء النوع أكثر مما يعيشون الحياة، يقضون أعمارهم بشكل روتيني ويؤدّون عملا روتينيا قد يضيف الى الحياة قليلاً.
إذا كان من نافلة القول انه من الصعوبة بمكان تعريف من هو معروف... أو أن تصف بكلمات محددة من هو ذائع الشمائل والخصال، عند اللواء سامي الخطيب.
أن أصيبُ القصد كله، فكيف بي في هذه الأسطر أقوم بارتياد معالم سيرة مشرقة، سيرة رائد مميّز، وفارس من فرسانها وأحد قادتها الكبار، أعني اللواء سامي الخطيب.
اللواء سامي الخطيب مبادر مقدام، مبدع أفكار سرعان ما يحوّلها الى حقائق، دؤوب لا يكلّ.
انني حين أصبو إليه لا أطمح الى أكثر من أن أخطّ بعض الأسطر، جلّ أمنيتي فيها أن تصيب من سيرته الحافلة بالانجازات والمواقف قبساً.

الصديق المخلص 
د. محمد قبيسي