بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 حزيران 2022 12:06ص الرئيس المكلف بدأ استشاراته غير الملزمة لتشكيل الحكومة ويستكملها اليوم

مؤشرات سياسية: الدعم المشروط, عدم المشاركة ورفض تكريس الأعراف

لقاء يجمع الرئيس المكلف الى الرئيس بري لقاء يجمع الرئيس المكلف الى الرئيس بري
حجم الخط
بعد الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا، والتي افضت الى تكليفه بـ 54 صوتا، بدأ الرئيس المكلف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، استشاراته النيابية غير الملزمة في مجلس النواب امس، لإستطلاع آراء ومواقف الكتل النيابية، من صورة الحكومة العتيدة، وما هو مطلوب منها في المرحلة المقبلة، واذا كان ميقاتي يعلم ان امامه مرحلة صعبة، اكان في التشكيل او في استكمال العمل الذي بداه مع الحكومة المستقيلة، فإن الواضح ان ما خلصت اليه المشاورات، على الاقل في يومها الاول، حملت الكثير من الضبابية، كما ترجمت حقيقة المواقف السياسية، التي تظهرت مع استشارات التكليف، بين من لم يرغب في المشاركة كالقوات والكتائب و«التغييرين»، و«المردة»، وإن ابدت الاستعداد لتسهيل التشكيل، وبين من ربط المشاركة بشروط معينة، او من اكتفى  باعتبار ان الشهور المتبقية من العهد قبيل الانتخابات الرئاسية، تستوجب التسريع في التاليف ومن يريد ان يقاطع هذا شانه ولكن ليس من شانه وضع المسؤولية على الاخرين كالوفاء للمقاومة، فيما اعرب البعض الاخر عن الاستعداد للمساعدة في تمرير ما تبقى بالحد الادنى من المطالب الخاصة والحد الاقصى لتذليل الازمات المتراكمة في البلاد»، واللافت عبارة ابعاد المحاصصة عن الوزارات وعدم تكريس اعراف طائفية او مذهبية لوزارات معينة تكررت على اكثر من لسان من النواب اكان على مستوى الكتل او النواب المستقلين.
 واذا كان الرئيس المكلف سيستكمل اليوم لقاءاته مع «تكتل لبنان القوي» والنواب المستقلين، فان الاستشارات وان كانت غير ملزمة دستوريا، ولكنها من المؤكد ملزمة سياسيا للرئيس المكلف، والا فان العرقلة ستكون سيدة الموقف في التشكيل، بغض النظر عن ان الرئيس ميقاتي وعد بتقديم تشكيلة حكومية - جديدة او معدلة – تعيد تعويم  حكومة معا للانقاذ، فان العبرة تبقى في التنفيذ.

بري و«التنمية والتحرير»:
اليوم الاول للاستشارات بداه الرئيس المكلف في ساحة النجمة، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وبعدها، استقبل كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة الرئيس بري، التي قال النائب علي حسن خليل باسمها بعد اللقاء: «اكدنا على ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت». وأضاف: «ركزنا خلال لقائنا مع ميقاتي على ضرورة عمل هذه الحكومة بجدية كما ركزنا على إقرار خطة التعافي المالي التي لم تحل حتى اللحظة على مجلس النواب بالطرق الدستورية المتعارف عليها»، مشددا على الحفاظ على اموال المودعين كاملة».
كما شدد على «ضرورة حسم موضوع تلزيم معامل الكهرباء بعيدا من كل النقاش الذي دار في المرحلة المنصرمة وضرورة الانتقال إلى مرحلة ثانية في تنظيم هذا القطاع».
ودعا الى «مواكبة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة»، معتبر ان «هذا الأمر لا يجب أن يكون عائقا امام المباشرة بالتنقيب عن النفط».
وقال: «لم نوصف شكل الحكومة، إذ إن ميقاتي بات يعلم التوازنات القائمة، وما يهمنا أن تكون حكومة فاعلة».
بوصعب: 
والتقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي قال: «بحثت مع الرئيس ميقاتي في مواضيع اساسية تعني كل  مواطن:
اولا، التشجيع على المرونة والاسراع في تأليف الحكومة لأن المواطن اليوم لا تعنيه المحاصصة ولا الخلاف على الحقائب.
ولدينا فترة قصيرة قبل استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية. وطلبت من الرئيس ميقاتي الا نعتبر ان هناك فترة كم شهر وتحصل مماطلة في تأليف الحكومة».
ثانيا، طلبت منه ان تتألف الحكومة في وقت سريع وتكون قادرة على استكمال الملفات المعنية بصندوق النقد الدولي وعلى متابعة المشاريع الاصلاحية التي يطلبها ايضا الصندوق، وايضا من اجل مواكبة عملية ترسيم الحدود البحرية وانتاج النفط والغاز في لبنان. ايضا طلبت ان تعمل الحكومة ان يكن في هذه الفترة القصيرة على اعادة العلاقات الطبيعية مع جميع الدول العربية ودول مجلس التعاون والمجتمع الدولي. وايضا ان تكون الحكومة قادرة على اعادة الحديث بالمبادرة الكويتية، وهكذا أقله نضع المرحلة المقبلة على السكة الصحيحة».
وأضاف: «لقد لمست من دولة الرئيس حرصه على تأليف حكومة في وقت سريع وعلى التعاون مع فخامة رئيس الجمهورية. وبالطبع لدية كل النية لان يؤلف الحكومة في وقت سريع في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، والا تحصل مماطلة ولا مناكفات في تأليفها».
وتمنى بوصعب ردا على سؤال «ألا تكون المحاصصة سببا وهناك افرقاء كثر قالوا إن لا نية لديهم في ما تبقى من الأشهر لنهاية العهد للمشاركة في هذه الحكومة، ومن حق كل كتلة ومجموعة من النواب اتخاذ القرار الذي يرونه مناسبا. ولكن طلبت من دولة الرئيس الا يكون لهذا الامر أي تأثير ومن يوفر الثقة الحد الادنى من النواب ليحصل عليه ليتمكن من تأليف حكومة، والجميع يقول اننا لن نشارك او نريد المشاركة، انما جميعهم لديهم هدف واحد: الاسراع في التأليف والاهتمام بالملفات الاساسية. لذلك طلبنا، حتى ولو البعض يطالب بحصص، فدولته يزينها ويرى الأفضل. وهذا ما يهم المواطن».
سئل هل تفعيل عودة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية سيقابله تفعيل العلاقات مع سوريا من أجل عودة النازحين كما أشار قبل ذلك الرئيس ميقاتي، فأجاب: «من الطبيعي أن يكون هناك تعاون وتواصل مع الحكومة السورية، واليوم المزايدات كثيرة في البلد، ولكن لا يمكننا حل أزمة النازحين من دون ان نتحدث مع الحكومة السورية. 
وهل التعديل الحكومي امر مطروح ومن سيفاوض عن الحصة المسيحية خصوصا ان فريقكم السياسي هو من يعطل تأليف الحكومة او يؤخره، أجاب: لا احد يعطل ولا أحد يعرقل، والملف بين يدي رئيس الحكومة،  وبحسب كيف يقدم هو طرحه او التشكيلة يكون اما انه يسهل ولادة الحكومة او يعرقلها. ولمست كل النيات الايجابية للتعاون بينه وبين فخامة رئيس الحمهورية دستوريا من اجل تأليف حكومة، ولمست ان النيات موجودة عند الطرفين للاسراع في التأليف لأن هذا ما ينتظره المواطن».
الجمهورية القوية: 
من جهته، أعلن النائب جورج عدوان، بعد لقاء كتلة الجمهورية القوية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، «ان الشروط التي وضعناها لا يمكن أن تطبق في الأشهر الثلاثة الأخيرة لهذا العهد»، وقال: «شروطنا تتمثل بحكومة تستعيد قرار الدولة في الأمور كافة، لأنه مع حكومة مماثلة يصبح استعادة العلاقات مع الدول الخارجية ممكنا».
وتابع: «تكتل الجمهورية القوية لن يشارك في هذه الحكومة، وستكون مراقبتنا لها شرسة. نأمل أن يتجه المجلس النيابي في أقرب وقت ممكن إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنه حينها يمكن تطبيق كل الشروط التي تحدثنا عنها».
اضاف: «ثلاثيتنا هي شعب ودولة وجيش، وسنتقدم ببرنامجنا المطلوب من رئيس الجمهورية المقبل، والشخص الذي يتوافق والبرنامج يصبح مرشحنا للرئاسة».
وقال عدوان: «الله يساعد الرئيس ميقاتي وأعتقد أن هذه الكلمة تصف الواقع، «جينا لنشكي له بلش يشكي لنا».
وقال رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون، في خلال اللقاء مع الرئيس ميقاتي من ضمن تكتل الجمهورية القوية: «أثرنا قضية حماية المستهلك مع ميقاتي، لأن الأسعار ارتفعت بشكل غير مقبول».
أضاف أن «كل الحكومات التي شكلت في السابق كان لها جوانب طائفية». وتمنى «أن نصل إلى اللامركزية التي تحل معظم مشاكلنا وتشكل الحكومة على الرغم من أنها موقتة».
  الوفاء للمقاومة: 
وأعلن النائب محمد رعد، باسم كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد لقائها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، «ان الأزمة داخلية وخارجية، ومعالجتها تستلزم مشاركة الجميع من أجل النهوض. ومن شاء مقاطعة الاستشارات فهذا شأنه ولكن من غير المقبول أي يقاطع لالقاء اللوم على الآخرين»، مؤكدا ان «على الجميع تحمل المسؤوليات في هذه المرحلة ونحن لا نعارض وجود جميع الأطراف في الحكومة ، ونمد يدنا للجميع».
وقال: «علينا بناء وطننا السيد الحر المستقبل بدون الارتهان إلى الخارج».
نواب التغيير: 
وأعلنت النائبة حليمة قعقور، باسم النواب التغييريين، «ان تحميلنا المسؤولية للرئيس نجيب ميقاتي كان واضحا. طالبنا بحكومة مصغرة مع صلاحيات استثنائية، عليها توزيع الخسائر بطريقة عادلة والقيام بمهام إنقاذية».
وقالت: «لن نشارك في أي حكومة محاصصة أو وحدة وطنية».
اضافت: «شيطنة وجهات النظر المختلفة بين النواب التغييرين غير مقبول، وهذا الاختلاف يقوينا ولا يضعفنا، ونحن لسنا كتلة بل نحن في طور بناء تكتل ونتفق على أغلبية الأمور».
اللقاء الديمقراطي:
 كما أعلن رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط بأن «الكتلة قررت عدم المشاركة في الحكومة ولكن المساعدة في التأليف». وفي تصريح له بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، لفت جنبلاط الى «اننا تمنينا النجاح لميقاتي في هذه المرحلة الصعبة التي يمر فيها البلد».
«الاعتدال الوطني»
واستقبل الرئيس المكلف كتلة «الاعتدال الوطني» التي تضم النواب: سجيع عطية، احمد الخير، محمد سليمان، وليد البعريني، عبد العزيز الصمد وأحمد رستم. وتحدث عطيه باسمهم فقال: «تمنينا على الرئيس ميقاتي الاسراع في تشكيل الحكومة نظرا للوضع الصعب الذي تعيشه البلاد والحاجة الملحة ان يكون لدينا حكومة بكامل صلاحياتها، كما تمنينا باسم «تكتل الاعتدال الوطني»، ان نكون ممثلين في الحكومة. تكتلنا ان كان منطقة عكار والمنية والضنية، هي مناطق قدمت كثيرا للبلد وبالتالي لها الحق على الدولة ان تكون ممثلة ويجب ان تكون حصتنا وازنة. لدنا كل الطاقات والامكانات ان ننجح. ونتمنى لدولة الرئيس وللحكومة الجديدة النجاح واعطاء الاهمية للمناطق البعيدة والانماء المتوازن».
 وردا على سؤال، قال: «حسب حجمنا نطلب اثنين الى ثلاثة وزراء وتكلمنا في حقائب عدة».
 «الوطني المستقل» 
وقال النائب طوني فرنجية باسم «التكتل الوطني المستقل» بعد لقاء الرئيس المكلف: «اجتمعنا مع دولة الرئيس واطلعنا على رؤيته لتشكيل الحكومة، والكل يعرف هذه الحكومة عمرها قصير لانه سيكون هناك رئيس جديد وعهد جديد في آخر شهر تشرين. ما يهمنا من هذه الحكومة ان تخفف ضغط الانهيار على الناس ويمر موسم الصيف السياحي على خير».
 أضاف: «أكثر ما يزيد من فرص واحتمالات تشكيل الحكومة الجديدة اتمام الخطط الاقتصادية والقوانين الضرورية التي يجب ان ترد من الحكومة، ونحن معه وسنسهله فهناك قوانين وجلسة للجنة المال والموازنة يوم الخميس لاطلاع المجلس النيابي على الخطة الاقتصادية وخطة التعافي ونحن سنطلع عليها. وكما عرفنا هذه الخطة تحوي الكثير من المفاجآت الايجابية وليست كما يتداول في الاعلام ويتم استباق بعض الامور، نحن سنطلع على هذه الخطة وكل التفاصيل وبناء عليه سنبني موقفنا النهائي».
 وتابع: «أما بالنسبة الى المشاركة فسنرى شكل الحكومة، ونحن صراحة اذا وصلنا الى الخطة التي يتم التداول بها، يمكن ألا نمنح الثقة، وأي خطة تحمي حقوق طرف على حساب طرف آخر لن نوافق عليها. نريد خطة تنصف كل الناس وتكون عادلة وتحمي الضعفاء الذي بات موظفو القطاع العام جزءا كبيرا منهم. إذا كان هناك خطة تتوافق مع كل هذه الشروط حينها سنمنح الحكومة الثقة».
الكتائب 
من جهته، ذكر رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل بعد لقائه ووفد نواب الكتائب الرئيس ميقاتي ، أنه «من الضروري ان يتم تشكيل حكومة، ففي كل يوم يصرف مصرف لبنان 25 مليون دولار من الإحتياطي وكان يمكن أن تُصرف على التربية وصحة الناس، كلّ ذلك لأن الطبقة تنتظر الانتخابات الرئاسية»، معتبراً أن «هذه جريمة جماعية تُرتكب بحق الشعب وهي الإنتظار ونحمّلها للكتل ورئيس الحكومة المُكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يتحمّل مسؤولية مباشرة بما هي الأمور ذاهبة إليه».
واشار إلى «اننا ندقّ ناقوس الخطر لأن على الرئيس المكلّف، أن يقدم تشكيلة في خلال الأسبوعين المُقبلين لأنه لا يمكن الإنتظار، وإن استمرّت العرقلة فعلى الجميع تحمُّل مسؤوليتهم»، وكُل من يُعرقل مسار الدولة فعليه أن يتحمل المسؤولية ولَن نُشارك في حكومة المحاصصة، ونتمنى ان تكون حكومة مستقلة، ولو الكل اعاد تسمية السفير نواف سلام كما الماضي كان اصبح لدينا حكومة مستقلة، للأسف كل الكُتل هربت من مسؤولياتها وتركت الأمور للأربعة أشهر المُقبلة»، مضيفاً أنه «سيكون لنا موقف اخر بناء على التطورات التي ستصير».
كتلة «شمال المواجهة» 
واكدت كتلة شمال المواجهة بعد لقاء ميقاتي وتحدث باسمها النائب ميشال معوض: الاستمرار بحكومات الوحدة الوطنية ما هو الا استمرار للشلل والزبائنية وطريقة تشكيل الحكومة هي استمرار للمسار الذي أوصلنا الى هذه الحالة في البلد ونريد مقاربة تغيير جذرية
وقال : أي إشارة في البيان الوزاري لعنوان جيش وشعب ومقاومة بكل متفرعاته هو ربط مصير الدولة اللبنانية بحزب الله ومحور الممانعة وبالتالي عزل لبنان
بدروه، قال النائب غسّان سكاف بعد اللقاء : تمنّيت التوفيق للرئيس ميقاتي والحكومة الطّموحة مؤجّلة إلى العهد المقبل وهذه حكومة الوقت الضائع ونحن بحاجة إلى حكومة طوارئ سياسيّة ومصغّرة تكون مطعّمة باختصاصيين
ومثل كتلة مشروع وطن الانسان النائب جميل عبود الذي لم يتحدث بعد اللقاء، فيما غاب النائب نعمة افرام بداعي السفر.
وقال النائب عدنان طرابلسي باسم كتلة «جمعية المشاريع»: ندرك أنّ عمر الحكومة قصير ولكن بإمكانها أن تجتهد إذا توفّرت النيات ونطلب من ميقاتي الإسراع في التشكيل.
وتحدث  النائب عماد الحوت باسم «الجماعة الاسلامية» فقال: تمنينا على الرئيس المكلف، تشكيل حكومة مهمة تكون حكومة كفاءات وخبرات، لتعمل على المفاوضات مع صندوق النقد باعلي كفاءة ممكنة.
وانتهت الاستشارات النيابية غير الملزمة في يومها الاول عند السادسة من مساء الامس، على ان تستانف عند العاشرة والنصف صباح اليوم، وغادر الرئيس المكلف المجلس النيابي دون أن يدلي بأي تصريح. ومن المقرر ان يلتقي ميقاتي اليوم، تكتل لبنان القوي، والنواب المستقلين، بالاضافة الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي.