بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 أيار 2018 12:15ص الرئيس المكلف يعكف على درس الخيارات المتاحة أمامه ويأمل ألا تطول مرحلة التكليف

سر تفاؤل الحريري ينطلق من كون حكومته المقبلة حكومة العهد الأولى

حجم الخط
مع بدء مسيرة تأليف الحكومة عملياً مسارها الطبيعي، بعدما استمزج الرئيس المكلف سعد الحريري آراء الكتل النيابية والنواب في لقاءاته معهم الاثنين الماضي في المجلس النيابي، بعد ان كان استمع الى نصائح رؤساء الحكومات السابقين خلال جولته التقليدية عليهم غداة تكليفه برئاسة الحكومة، واطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على نتائج هذه المشاورات، من المتوقع ان يعكف الرئيس الحريري في الايام المقبلة لبحث ودراسة كافة الخيارات المتاحة امامه، ولجوجلة كل الافكار والآراء التي استمع اليها خلال مشاوراته ولقاءاته، من اجل ان يبني على الشيء مقتضاه.
وعلى الرغم اعتراف القوى السياسية كافة بدقة المرحلة وخطورتها، وأهمية تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن، من خلال اعلان هذه القوى استعدادها لبذل جهود مكثفة واضافية لتسهيل ولادة الحكومة التي ينتظرها الكثير من الملفات الهامة والاساسية، فإن ذلك الامر لا يكفي وحده، فالمهم حسب مصادر سياسية مطلعة على عملية التأليف ان تَصدق النوايا وتتنازل الاطراف عن المطالب التي قد تكون ربما مستعصية من حيث الحقائب والاعداد التي طالبت بها، والتفكير واقعيا بما هو متاح لنجاح عملية التأليف.
فالمصادر تؤكد على موقف الرئيس المكلف المتفائل بإمكانية الوصول الى حلول لكل الامور، وأن لا تطول مرحلة التكليف، وتعتبر ان تفاؤل الرئيس الحريري يأتي من منطلق معرفته بأن الجميع على اطلاع كبير بالواقع السياسي والاقتصادي والمالي في البلد، وأن لا مصلحة لأحد بالمناورة وتضييع الوقت الذي تحتاجه الحكومة المقبلة من اجل انجاز الكثير من الاستحقاقات المنتظرة  سياسيا واقتصاديا وماليا، بل ان مصلحة الجميع تقضي بالتسهيل الفعلي لعملية التأليف وعدم التمسك بالمطالب المستحيلة، خصوصا ان هناك التزامات دولية واضحة على لبنان تنفيذها بحرفيتها في اقرب وقت ممكن. 
ولكن في المقابل لم تستغرب المصادر مطالبات بعض الكتل النيابية ، وترى ان هذا الامر هو من حقها الطبيعي، وربما تعتبر ان المطالبة بالحد الاقصى هو من اجل الوصول الى ما هو ممكن ويعتبر مكسباً لها، خصوصا انه لم يمر على اجراء الانتخابات سوى اسابيع قليلة وهذه  المطالب تصب لمصلحة هذه الكتل على الصعيد الشعبوي وما كانت وعدت به قبل الانتخابات.
وشددت المصادر على ضرورة ان يعترف كل فريق بحجمه السياسي كما بحجم غيره، لذلك تشير هذه المصادر إلى اهمية استمرار التوافق بين جميع الاطراف في البلد والابتعاد عن كل ما يمكن ان يؤدي الى خلافات وتشنجات قد تنعكس سلبا على مجمل الاوضاع الداخلية، وتعود هذه المصادر لتلفت الى ان تشكيل الحكومة هو من صلاحية رئيسها ورئيس الجمهورية وحدهما بالتشاور مع الجميع، ولكن لا يمكن لأحد المزايدة في هذا الموضوع، خصوصا ان نجاح الحكومة المقبلة يعتبر نجاحا لرئيس البلاد الذي يضع امالا كبيرة على هذه الحكومة التي من شأنها ان تكسب العهد وتكون بمثابة قيمة مضافة له، لا سيما ان حكومة العهد الاولى كان الهدف الاساسي من تشكيلها اجراء الانتخابات النيابية، وهكذا وبعد ان تم نجاح العملية وتسجيل الكثير من الانجازات لها، فانه يؤمل من الحكومة المقبلة ترجمة البرنامج الموضوع من قبل حكومة استعادة الثقة خصوصا ان الرئيس سعد الحريري سيواصل ما كان بدأه في حكومته السابقة من ملفات .
ورفضت المصادر الخوض بالحصص والاسماء ورأت ان الوقت لا يزال باكرا، وكل ما يصدر هو مجرد تكهنات وتأويلات، فالموضوع لا زال في بدايته وهو يحتاج بطبيعة الحال الى تشاور ولقاءات واتصالات بين كافة الافرقاء السياسية، وتذكر هذه المصادر الى ان التكليف لم يمر عليه اسبوع بعد، فكل الافكار قابلة للنقاش وبطبيعة الحال هناك تصور ما وضعه الرئيس الحريري لحكومته المقبلة ولكنه قابل للبحث. 
ودعت هذه المصادر الجميع الى التكاتف والتضامن لمواجهة كل ما يمكن ان يواجه لبنان داخليا وخارجيا، والابتعاد قدر الامكان عن الخلافات.
وردا على سؤال حول دور وزراء الدولة في الحكومة، ترى هذه المصادر ان دورهم في الحكومة المقبلة كما كان في كل الحكومات السابقة يقتصر فقط على الشق السياسي ، من خلال وجودهم في مجلس الوزراء وتسجيل المواقف السياسية للجهة التي يمثلونها داخل الحكومة، لذلك لا بد من وجودهم اذا ما كانت هناك حكومة موسعة تضم معظم القوى السياسية في البلد من اجل ارضائها.