ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة الرائدة الفاضلة ليندا مطر العزيزة الغالية على قلوب كل من عرفها. برحيلها خسر لبنان مواطنة مخلصة لوطنها ومواطنيها. هي نموذج فريد نوعه. لن نودعها ولكن ذكراها وأعمالها راسخة في أذهان وقلوب الجميع. هي السنديانة اللبنانية الشامخة التي قاومت العواصف وناضلت وطالبت بإنصاف المرأة اللبنانية المحرومة من حقوقها. عاشت سنين الحرب البغيضة والعدوان الاسرائيلي والاحتلال فاندفعت تتصدى للمحتل وتواجه الآفات الاجتماعية التي امتدت إلى جسم المواطن والوطن. هي إحدى اللواتي سطّرن بمداد العطاء والتضحية صفحات اعتز بها تاريخ الوطن. تجاوزت حدود الطائفية والمذهبية لتنغرس في تربة الوطن العربي الهوية والانتماء والثقافة.
هي إحدى المناضلات الراشدات اللواتي اقتحمن جدار الظلم والاجحاف والتمييز والهوان المرتكز على استضعاف المرأة. بنضالها في لجنة حقوق المرأة اللبنانية مع قوى وفعاليات اخرى امست قضية المرأة قضية مجتمعية تشكل جزءا لا يتجزأ من القضايا الوطنية العامة.
واجهت الرؤساء، أيدت وعارضت بالقول الساطع والحجة الدامغة والتعقل ورغم انها تفضل على الدوام العمل بصمت والبقاء بعيدة عن الاضواء وعن التكريم فقد تم اختيارها في العام 2002 رائدة العمل النسائي في لبنان بناء على اقتراح رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، اللبنانية الاولى السيدة اندريه لحود.
كما تم تكريمها في يوم المرأة العربية في ابوظبي مع رائدات العمل النسائي في البلدان العربية الشقيقة. وكان لي شرف المشاركة في هذا التكريم،لكن المحطة الأساسية في مسيرة ليندا مطر كانت في 18 آذار 2010 عندما تم اطلاق الهيئة الوطنية لتكريم السيدة ليندا مطر بمشاركة اللبنانية الأولى السيدة وفاء سليمان وبحضور عربي ولبناني حاشد.
هذه بعض ملامح شخصية المناضلة ليندا مطر النموذج والقدوة التي تعمل ليل نهار منخرطة في النضال الاجتماعي بشجاعة فائقة ومتابعة حثيثة مركزة على الغاء التمييز بين الجنسين، مطالبة بالمساواة في الحقوق والواجبات من اجل ترسيخ الديمقراطية وصون الحريات العامة وتحقيق الوحدة الوطنية وتعميق الانتماء للوطن، رافضة الشحن الطائفي والمذهبي طبعاً من اجل الدفاع عن حرية لبنان واستقلاله وسيادته.
اتقدم بمشاعر العزاء والمودة من ابناء السيدة ليندا ومن محبيها. تغمدها الله بواسع رحمته وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان.
نجوى رمضان
رئيسة رابطة الجمعيات النسائية الخيرية لأحياء بيروت