بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2020 12:01ص الغاز هو السبب الأهم في اندلاع الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

حجم الخط
على الرغم من أن الأرمن يشكلون 94 بالمائة من النسيج الاجتماعي لإقليم ناغورنوكاراباخ، لا يزال الاقليم مرتع نزاع بين أرمينيا وأذربيجان، وتعود أطوار أزمة هذا الأقليم إلى القرن الماضي، إذ أنه وقبيل سقوط الامبرطورية العثمانية انهار النظام القيصري في روسيا وتمكن البلشيفيون من استلام زمام الأمور عقب ثورة تشرين الاول 1917. وتزامناً مع ذلك أعلن الأرمن والآذربيجانيون والجورجيون إنشاء دولتهم المستقلة في القوقاز والتي عرفت باسم الجمهورية التراتنسقوقازية الديمقراطية الاتحادية. 

بعد ذلك اختلفت هذه الجمهورية الحديثة بشعوبها الثلاثة حول المبادئ والاهداف، فعمدت جورجيا إلى اعلان استقلالها يوم 26 أيار 1918 لتتبعها بعد ذلك كل من أرمينيا وأذربيجان اللتين أعلنتا انفصالهما بعد يومين فقط. وبلمح البصر اندلعت المواجهات العسكرية بين الأذربيجانيين والارمن حول بعض المناطق وكانت من جملتها كاراباخ، حيث تنازع الطرفان حينها السيطرة على ترسيم الحدود بينهما. وبحلول شهر نيسان 1920 اجتاحت القوات السوفييتية المنطقة وضمت كلاً من أرمينيا وأذربيجان وحولتهما إلى جمهوريتين سوفيتيتين. وبعد ذلك صوت السوفييت في البداية لصالح ضم منطقة كاراباخ لأرمينيا جراء سكن 94 بالمائة من الأرمن في أراضيها، إلا أن موسكو عادت وتراجعت عن قرارها وفضلت ابقاءها تحت سيطرة أذربيجان بهدف الهاء الطرفين عن الاهتمام بقضايا ومشاكل الاتحاد السوفيتي. ومع تولي ميخائيل غورباتشوف زمام الأمور في موسكو وتزامناً مع تفكك الاتحاد السوفيتي اندلعت حرب ضروس بين أرمينيا وأذربيجان حول كاراباخ فأسفرت عن سقوط أكثر من 30000 قتيل وجريح وتشريد عشرات آلاف آخرين قبل أن يتم وقف اطلاق النار بمساهمة من منظمة مينسك التي ظهرت مطلع التسعينات لايجاد حل للأزمة الأرمينية الاذربيجانية. 

وأعود إلى تاريخ 17 نيسان 2016 لكي أشير بان وكالة سبوتنيك الروسية قد أفادت بأنه بعد عقود عدة من الصراع الأذري الأرميني على أحقية السيادة على منطقة ناغورنو كاراباخ وانفجار الوضع بين أرمينيا وأذربيجان لوحظ دور متقدم لاسرائيل في الصراع و السبب أن باكو أي عاصمة اذربيجان تمنح تل أبيب 40 بالمائة من استهلاكها للنفط . 

وبتاريخ 28 أيلول 2020، اعتبرت روسيا أن أرمينيا تشكل عاملاً هاماً في الصراع الدائر بين موسكو من جهة والدول الأوروبية وتركيا من جهة ثانية للتحكم في أنابيب النفط والغاز القادمة من بحر قزوين والتي تتقاطع خطوطها في هذه المنطقة الدقيقة والحساسة . 

أما من جهة اخرى فقد اعتبر الباحث في الشأن التركي الاقتصادي أحمد مصبح أن البعد الاقتصادي هو أحد أهم أركان التحالف الاستراتيجي بين تركيا و أذربيجان ويشكل عاملاً هاماً في انفجار الحرب مع أرمينيا ، إذ ان تركيا تعتبر ثاني أكبر سوق للصادرات الأذربيجانية بقيمة 1.85 مليار دولار، وبالمناسبة يبلغ حجم اجمالي التبادل التجاري بين الطرفين 3.3 مليارات دولار، ويسعى البلدان إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة. 

ويضيف مصبح وبعيداً عن العلاقات التجارية والروابط الثقافية أن أذربيجان تعتبر ثاني أكبر مورد غاز لتركيا بعد روسيا كما ترتبط تركيا بأذربيجان من خلال ممر لنقل الغاز اسمه تاناب والذي يربط بدوره بين أذربيجان وأوروبا ويبلغ طوله 3500 كم. 

ويمنح هذا المشروع تركيا دوراً أكبر على صعيد الطاقة العالمية حيث يمكّنها من تأمين احتياجاتها من الطاقة ويستهدف هذا المشروع نقل 16 مليار متر مكعب من الغاز الاذري سنوياً وفق مصبح الذي اضاف أن تركيا تستقبل سنوياً مليون سائح من أذربيجان، في حين أفادت صحيفة الاندبندت الصادرة باللغة العربية بتاريخ 28 أيلول 2020 بانه وفقاً للتقارير المنشورة سابقاً فإن الغاز الروسي باهظ الثمن بالنسبة لتركيا. من هنا فإن أذربيجان تسعى لاحتلال ناغورنوكاراباخ أو المواقع الاستراتيجية فيها، لجعل تركيا تشتري الغاز الأذربيجاني بدلاً من الغاز الروسي . 

ومن خلال الحصول على الغاز الأذربيجاني عبر الأناضول ستتمكن تركيا من خفض تكاليفها بشكل كبير. 

ويذكر أن موقع صوت أميركا كان قد نشر بتاريخ 17 حزيران 2020 تقريراً أكد في مندرج من مندرجاته أن موسكو دفعت على الأرجح أرمينيا إلى شن الهجوم على أذربيجان لمنع تركيا من استيراد الغاز الاذربيجاني والاستمرار في شراء الغاز الروسي.