بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آب 2022 12:00ص الفراغ الرئاسي حتميّ

حجم الخط
بات واضحاً أن الأسابيع المقبلة ستكون صعبة وقاسية في السياسة والاقتصاد، وخصوصاً حول كل ما يرتبط بالاستحقاق الرئاسي بصلة، ذلك بدأ يثير المخاوف والقلق في الداخل والخارج، وما موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بما معناه لن أدع لبنان يختفي، إلا دليل على أن البلد ذاهب باتجاه تصعيد غير مسبوق، وبات هناك معلومات تكشف عن إمكانية حصول فراغ رئاسي في ظل عدم التوافق بين كل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وكذلك زعيم تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، وعليه تبقى الكلمة الفصل في الأيام المقبلة لحزب الله كونه من رتّب اللقاء الأول بين الطرفين ومن يمون عليهما، إنما المسألة باتت مرتبطة بالوضعين الإقليمي والدولي في ظل صراع كبير يجري في المنطقة وسيكون له تداعيات على لبنان من العراق الى سوريا، ولهذه الغاية فإن الحديث عن حصول انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري المحدد يبدو أنه كلام لم يعد دقيقاً في خضم ما يحصل اليوم من تصعيد سياسي وصولاً الى تنامي الخلافات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، إضافة الى السجال بين ميقاتي والتيار الوطني الحر، ويُنقل هنا عن أوساط قريبة من ميقاتي بأن «السجال اعتبره مع رئيس الجمهورية لأنه من صعّد تجاهي، ولهذه الغاية ان التيار الوطني الحر يتولى مهاجمتي والحملات عليّ»، لذلك ان رئيس الجمهورية المستاء من ميقاتي لعدم تشكيل حكومة فيما تبقّى له من نهاية ولايته سيدفعه الى المزيد من الانتقادات أكانت تلك التي ستطاول ميقاتي أو سواه، وهذا يعني أن الأمور ذاهبة باتجاه أيام صعبة لا سيما في ظل استمرار التدهور الاقتصادي وغياب الدعم الدولي إلا في نطاقه الإنساني والاجتماعي، والبلد أصبح مكشوفاً في السياسة والأمن والاقتصاد بانتظار ما سيتبلور من لقاءات الخارج وما يجري على هذا الصعيد ليُبنى على الشيء مقتضاه داخلياً، لأن الأمور الداخلية أضحت في غاية التعقيدات والخلافات بين الأفرقاء تتفاعل، وكذلك بين الرؤساء، ولهذه الغاية فإن ما يجري اليوم من انطلاق قطار الانتخابات الرئاسية سينطلق على خلفية التصفيات السياسية والمناورات بين هذا الطرف وذاك، مما يؤدي الى نتائج لن تكون لصالح اللبنانيين في هذه المرحلة إلا في حال الوصول الى تسوية أو صيغة توافقية يعمل لها في الخارج حالياً.